صفات المعلم الناجح : كفاءات ومهارات وأهداف
يتبوأ المعلم مكانة مرموقة بين شعوب الأمم العريقة، فهم يجلونه ويحلونه المكانة اللائقة به، وذلك لأنه هو الذي يقدم الخدمة الأسمى للمجتمع من خلال تعليم أبنائه المعارف والمثل، وتمكينهم من تذوق الحرية والجمال، وتحمل المسؤولية، وإكسابهم ميزة التفكير السليم الناقد، والقدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات، والجرأة الموزونة في القول والعمل وحفزهم للسعي نحو أهداف سامية وإعدادهم لحياة كريمة يحققون فيها ذواتهم، وذلك بفضل ما يتميز به المعلم الناجح من صفات.
فالمعلم الناجح يساعد على بناء شخصية المتعلم بناء سليما، كما أنه يعمل على تعديل أخطاء الطالب المتعلقة بسلوكه وأخلاقه على وجه السرعة، وهـذا مـا لا توفره الأجهزة التي يتلقى العديد من الناس العلم من خلالها.
فما هو المعلم الناجح ؟ ما هي صفاته ؟ وما هي كفاءاته ومهاراته وأهدافه ؟
تعريف المعلم الناجح
المعلم هو: القائد التربوي الذي يتصدر لعمليه توصيل الخبرات والمعلومات التربوية وتوجيه السلوك لدى المتعلمين الذين يقوم بتعليمهم.
والمعلم الناجح هو المعلم الذي يبلغ بنوع من الانتظام، الأهداف التي تخص مباشرة أو بصفة غير مباشرة اكتساب التلاميذ للمعارف.
المعلم الناجح هو الذي يحقق أهداف التعليم كما تظهر فـي سـلوك الطلاب بعد التعلم، وبمعنى أوضح، فإن كفاءة الأستاذ تتحدد من خلال مكتسبات الطلاب العلمية، ومن خلال تأثيره فـيهم من حيث إكسابهم قيما واتجاهات وعادات مرغوبة. وبمعنى آخر فإن المعلم الناجح هو الذي يحقق أهداف التعليم كمـا تظهر في سلوك الطلاب بعد التعلم.
ففعالية المدرسين لا يتم تحديدها وتقويمها إلا كسلوكيات لتعلم التلاميذ وليس كسلوكيات للمعلمين.
المعلم الناجح يعتبر مدربا ومربيا للشخصية لأنه منوط به تنمية الشخصية الإنسـانية بكليتها، وله دور أساسي في المعرفة تتعلق بنقل المعارف والخبرات التي تؤدي إلى الزيادة في النمو، ومن ثم تعـديل وتحسـين السلوك.
ما هو الفرق بين المعلم الناجح والمعلم الفاشل ؟
للمعلم الناجح خصائص كثيرة، من أهمها: العزيمة والمشاركة الوجدانية، والذكاء واتساع الأفق والثقافـة العامـة، كما النظـام والصداقة، ومعرفة المادة العلمية والتحمس والطموح، والمعرفة بالعلوم التربوية والنفسية. بالإضافة إلى المظهر والصوت وطريقة العمل في الفصل، كما الصحة الجسمية وضبط النفس والشجاعة، واحترام التقاليد والطبـع الجيـد وغيرهـا…
وفي دراسة أجريت على 770 طالبا من ثلاث كليات للفنون في سانت بول بناحية مينا بـوليس، حول خصائص المعلم الناجح والمعلم الفاشل، سئل الطلاب عن أهم الصفات الشخصية للمعلم الناجح، وكانت الإجابة، كما يلي:
- المهتم بالطلبة؛
- المتفائل؛
- الذي يعرف مادته؛
- الذي يتصل بطلبته بطريق جيدة؛
- اللبق الماهر؛
- الذي يثير حماس الطلبة للمناقشة؛
أما المعلم الفاشل حسب الدراسة، فهو يتصف بالصفات التالية:
- الجامد ضيق الأفق؛
- الذي ليست لديه القدرة على التنظيم؛
- الممل المكتئب الذي لا يثير الاهتمام؛
- الذي لا يعنيه أمر الفصل؛
- الذي لا يستطيع الاتصال بالآخرين؛
- يتميز بأسلوب معين يقلق الآخرين.
صفات المعلم الناجح المبدع
بعد التغير في مفھوم التربية ووظيفتها؛ أصبحت للمدرس أدوار متعددة، يوصف من خلالها كونه ناجحا ومبدعا، فأصبحت للمدرس نشاطات وأدوار فاعلة في التخطيط، والتنفيذ، والتقويم، وأداؤه في ھذه النشاطات والأدوار تحدد صفاته، كونه ناجحا فاعلا أو خاملا تقليديا، ومن صفات المدرس المبدع ما يأتي:
1. صفات وسمات شخصية
- يظهر حيوية بدنية كافية؛
- دقيق في توقيتاته؛
- منتظم في حضوره؛
- متسم بالمرح؛
- لبق الحديث؛
- واثق من نفسه؛
- متعاون ويعمل جيدا مع الفريق؛
- ينجز مسؤولياته دون دوام الإشراف؛
- قادر على مواجهة الآخرين باحترام متبادل؛
- كما أنه موضوعي في تقويم ذاته، ويتحكم في انفعالاته.
2. صفات تنفيذية
ويمكن أن نلخصها في العناصر التالية:
- يخلق جوا يساعد على التعلم ويمنع السلوك غير الاجتماعي؛
- يراعي الفروق الفردية بين التلاميذ؛
- ينقل الحماس للموضوع الذي يقوم بتدريسه؛
- يحافظ على النظام داخل الفصل؛
- كما يشرك التلاميذ في تحمل المسؤولية في القسم.
3. صفات وخصائص ترتبط بالتدريس
وتتمثل في النقاط التالية:
- يختار وينظم المواد التعليمية مع تعريفه للهدف؛
- متوافق مع المقرر الذي يقوم بتدريسه؛
- يخطط للدروس اليومية؛
- يوجد الاستعداد للتعلم؛
- يستخدم لغة سليمة؛
- يستطيع تقديم الأفكار بطريقة واضحة ومقنعة؛
- كما يقوم عمله بانتظام.
4. صفات المسؤولية المهنية
وتظهر في إنجاز المهام التالية:
- ينمي علاقته مع التلاميذ من الناحية المهنية؛
- يظهر أخلاقيات متسقة مع أخلاقيات المهنة؛
- فخور لكونه معلما؛
- يعمل على اجتذاب الآخرين للمهنة؛
- يخلص للعاملين معه من رؤساء، ومستخدمين آخرين بالمدرسة؛
- يحترم تعليمات المهنة وينفذها؛
- يستطيع أن يشرح وجهة نظر تربوية بوضوح وإقناع؛
- كما يبقي على الاحترام المتبادل بينه وزملائه، والتلاميذ.
5. صفات أكاديمية
يتميز المعلم الناجح من الناحية الأكاديمية بالصفات التالية:
- متمكن من المادة وفي تخصصه؛
- يتحفظ بنشاط مستمر للتعلم والفهم؛
- يعرف سيكولوجية التعلم، وعلى وعي بالاتجاهات الجديدة؛
- كما يقرأ معلومات متصلة بعمله، وخاصة الدوريات التربوية الحديثة.
6. العلاقات بالمجتمع المحلي
ويتصف المعلم الناجح بما يلي:
- على علم بالمشكلات المحلية؛
- كما يتحدث ويشارك في جميع اللقاءات بالمجتمع ليؤيد الفهم العام والاحتـرام للبرنـامج التربـوي.
اقرأ كذلك : مجتمعات التعلم المهنية
صفات المعلم الفاشل
وعكس المعلم الناجح، نجد المعلم الفاشل يضع فواصل عميقة بينه وبين تلاميذه بوسائل قائمة على السلطة المباشرة والقسوة، حتى تكاد تنعدم العلاقة المطلوب إيجادها بينه وبين تلاميذه. وهناك العديد من المعوقات التي تعترض العلاقة بين المعلم الفاشل وتلاميذه من أهمها اتصافه بما يلي:
- اقتصاره على تقديم المعلومات؛
- اعتماده العلاقة الفوقية مع المتعلمين؛
- صرامته وقسوته على تلاميذه؛
- عدم عدله بين تلاميذه؛
- عدم احترامه للفروق الفردية بين المتعلمين؛
- سخريته من تلاميذه؛
- وجمود العلاقة بينه وبين تلاميذه وعدم تواضعه لهم.
أهداف المعلم الناجح
يسعى المعلم الناجح إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تُساهم في تحسين العملية التعليمية ورفع كفاءة أدائه. وتشمل أهم هذه الأهداف ما يلي:
- إتقان المادة الدراسية:
- يسعى المعلم الناجح إلى إتقان المادة الدراسية وفهم مفاهيمها وأسسها بشكل عميق.
- يحرص على مواكبة التطورات الحديثة في مجال تخصصه، وإثراء الدروس بأمثلة من الواقع.
- تنمية مهارات التواصل الفعّال:
- يطمح المعلم الناجح إلى امتلاك مهارات تواصل فعّالة، من أجل ضمان شرح واضح ودقيق للمادة الدراسية.
- يستخدم لغة مناسبة لمستوى الطلاب، مع مهارات تواصل غير شفهية فعّالة، مثل لغة الجسد والتواصل البصري.
- يشجع على الحوار والنقاش، كما يُصغي باهتمام لآراء الطلاب وأسئلتهم.
- تحفيز الطلاب:
- يستخدم المعلم الناجح أساليب متنوعة من أجل تحفيز الطلاب، مثل الأنشطة التفاعلية والعروض التقديمية.
- يظهر شغفه بالتعلم، كما يُشجع على الإبداع والتفكير النقدي.
- يساعد الطلاب على حلّ المشكلات وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
- التعلم المستمر:
- يحرص المعلم الناجح على تطوير مهاراته ومعارفه بشكل مستمر.
- يشارك في الدورات التدريبية وورش العمل، كما يُشارك الخبرات مع زملاء المهنة.
- يواكب التطورات الحديثة في مجال التربية والتعليم.
- استخدام التكنولوجيا في التعليم:
- يدمج المعلم الناجح التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية.
- يستخدم المحتوى التعليمي الرقمي، مثل الفيديوهات والصور.
- كما يستخدم أدوات التقييم الإلكتروني لتقييم تعلم الطلاب بشكل فعّال.
- التقييم المستمر:
- يقيم المعلم الناجح أدائه الشخصي بشكل مستمر.
- يستخدم أدوات التقييم المختلفة من أجل تقييم تعلم الطلاب وتحقيق الأهداف التعليمية.
- يشارك الطلاب في تقييم العملية التعليمية، وإبداء آرائهم واقتراحاتهم.
هذه أهم أهداف المعلم الناجح، التي تُساهم في تحسين أدائه ورفع كفاءة العملية التعليمية.
الكفاءات التي ينبغي أن يمتلكها المعلم
هنالك عدد من الكفاءات التي يتفق التربويون على ضرورة توافرها في المعلم يمكن إجمالها على النحو التالي:
1. كفاءات عامة
وتشتمل على قدرته على التكيف النفسي والاجتماعي، مثل الشعور بالرضا عن الذات، والقدرة على الانخراط في المجتمع الذى يعمل فيه، وامتلاكه أساليب تنمية الذات نفسيا وثقافيا ومهنيا واجتماعيا.
2. كفاءات تخصصية
وتتضمن المعرفة الكافية بالمواد الدراسية التي يقوم بتدريسها على نحو يمكنه من النجاح في مهمته المكلف بها.
3. كفاءات تربوية
وتتضمن الآتي :
- قدرته على استيعاب الخصائص الجسمية والنفسية والاجتماعية للطلاب، وتقديره الفروق العمرية بينهم.
- معرفة خصائص التعلم لكل مرحلة عمرية.
- المعرفة التامة والدراية الكاملة للأساليب التربوية الصحيحة في تعامله مع الطلاب.
- قدرته على حل مشاكل الطلاب التي يواجهها.
- معرفته بأسس التوجيه التربوي والإرشاد النفسي التي يحتاج إليها في مهمته التعليمية.
- الإلمام الجيد بطرق التدريس الحديثة، وقدرته على استخدامها في المراحل التعليمية المختلفة.
- قدرته على استخدام الوسائل التعليمية، والتقنيات التربوية الحديثة في إيصال المعلومة لتلميذه.
- قدرته على إجراء عملية التقويم، ومهارته في إعداد الاختبارات الصحيحة الشاملة التي تناسب خصائص المتعلم، ومرحلته العمرية، والتي يستطيع من خلالها الحكم على مستواه العلمي.
4. كفاءات اجتماعية
وتشتمل على المعرفة الكافية بثقافة المجتمع مضمونا واتجاهات، والإدراك التام لمهمات المعلم التنموية وأدواره في المجتمع المحلى، كما تشمل إتقان الممارسات والأساليب الناجحة في تحقيق هذه الأدوار، وتلك المهمات.
5. كفاءات التنمية الذاتية المهنية
وتتضمن القدرة على التعامل مع مصادر المعرفة، والحصول عليها من خلال الاستخدام الأمثل لمصادر المعلومات المتنوعة ، وذلك لتحقيق النمو المهني المستمر بأسلوب التعلم الذاتي.
مميزات المعلم الناجح
تشمل مميزات المعلم الناجح مجموعة من الصفات والمهارات التي تساعده على تحقيق نجاحه في مهمته التعليمية. ومن أهم هذه المميزات:
- المعرفة العميقة بالمادة:
- إتقان المادة الدراسية، وفهم مفاهيمها وأسسها، مع مواكبة التطورات الحديثة في مجالها.
- ربط المعرفة النظرية بالتطبيقات العملية، وإثراء الدروس بأمثلة من الواقع.
- الصفات الشخصية الإيجابية:
- الصبر والعدل والمسؤولية، مع احترام الطلاب وتقديرهم.
- التحلي بالأخلاق الحميدة والسلوكيات الإيجابية، ليكون قدوة حسنة للطلاب.
- إظهار التعاطف والتفهم تجاه احتياجات الطلاب ومشاعرهم.
- التكيف مع احتياجات الطلاب:
- مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، من حيث مستوياتهم وقدراتهم واحتياجاتهم.
- استخدام أساليب تعليمية متنوعة تلبي احتياجات مختلف الطلاب.
- تقديم الدعم اللازم للطلاب الذين يواجهون صعوبات في التعلم.
- استخدام التكنولوجيا في التعليم:
- دمج التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية، مثل استخدام الحواسيب واللوحات الإلكترونية.
- استخدام المحتوى التعليمي الرقمي، مثل الفيديوهات والصور، لجعل التعلم أكثر جاذبية.
- استخدام أدوات التقييم الإلكتروني لتقييم تعلم الطلاب بشكل فعّال.
- التواصل مع أولياء الأمور:
- التواصل المنتظم مع أولياء الأمور حول تقدم أبنائهم الأكاديمي والسلوكي.
- إطلاع أولياء الأمور على خطط التعليم والأنشطة المدرسية.
- مشاركة أولياء الأمور في حلّ أي مشكلات قد تواجه أبنائهم.
- التقييم المستمر للعملية التعليمية:
- تقييم أدائه الشخصي بشكل مستمر، وتحديد نقاط القوة والضعف.
- استخدام أدوات التقييم المختلفة لتقييم تعلم الطلاب وتحقيق الأهداف التعليمية.
- مشاركة الطلاب في تقييم العملية التعليمية، وإبداء آرائهم واقتراحاتهم.
مهارات المعلم الناجح
كنت تلك أهم مميزات المعلم المُتميز، التي تُسهم في تحسين أدائه ورفع كفاءة العملية التعليمية. وإضافة لهذه الخصائص، سنورد قائمة لأهم مهارات المعلم الناجح التي لا غنى عنها لكل معلم يطمح للنجاح والتميز، لعل من أبرزها:
- مهارات التواصل الفعّال:
- شرح واضح ودقيق، مع استخدام لغة مناسبة لمستوى الطلاب.
- مهارات تواصل غير شفهية فعّالة، مثل لغة الجسد والتواصل البصري.
- الاستماع باهتمام لآراء الطلاب وأسئلتهم، وخلق بيئة آمنة للحوار والنقاش.
- مهارات التخطيط والتنظيم:
- تخطيط دقيق للطرائق التعليمية، مع تحديد الأهداف والنتائج المتوقعة.
- تنظيم بيئة التعلم بشكل يضمن تركيز الطلاب وتحفيزهم.
- إدارة الوقت بكفاءة، مع مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب.
- مهارات التحفيز والإلهام:
- استخدام أساليب متنوعة لتحفيز الطلاب، مثل الأنشطة التفاعلية والعروض التقديمية.
- إظهار الشغف بالتعلم، وخلق بيئة إيجابية تُشجع على الإبداع.
- تحفيز الطلاب على التفكير النقدي وحلّ المشكلات.
- مهارات التعلم المستمر:
- الحرص على تطوير المهارات والمعارف التعليمية بشكل مستمر.
- حضور الدورات التدريبية وورش العمل، ومشاركة الخبرات مع زملاء المهنة.
- مواكبة التطورات الحديثة في مجال التربية والتعليم.
كيف يطور المعلم الناجح مهاراته ؟
يبحث كثير من المعلمين عن أفضل الطرق ليصبحوا أكثر نجاحا في حياتهم التعليمية، ولكي يطور المعلم مهاراته هناك استراتيجيات لا حصر لها يمكن استخدامها لزيادة النجاح كمدرس، ومساعدة الطلاب على النجاح أيضا. وفيما يلي بعض الأشياء التي يقوم بها المعلمون الناجحون لتطوير مهاراتهم:
تعلم كل ما يمكنك فعله في مجالك
كونك على دراية كبيرة بمجال دراستك هو نقطة انطلاق حاسمة نحو مهنة تدريس ناجحة. كمدرس، تحتاج إلى إطعام عقلك بأكبر قدر ممكن من المعلومات. لذلك تذكر أن الطلاب يفضلون دائما استشارة المعلمين المعروفين بامتلاكهم معرفة متعمقة حول مجال معين، فالمعرفة تشير إلى الأصالة.
كن مبدعا وفكر خارج الصندوق: مدرس لديه أفكار
يجب أن تكون الاستراتيجيات التي تستخدمها لنقل المعلومات إلى طلابك مبدعة بطريقة تجذب انتباه فصلك الدراسي. لذلك اسع جاهدا لجعل كل درس تعليمي درسا مثيرا لطلابك. هذا لا يجعل تجربة التعلم لديهم ممتعة فحسب، بل يضمن أيضا أنها كاملة
توفير المواد الدراسية ذات الصلة
قد يكون هذا في شكل كتب إلكترونية وموارد عبر الإنترنت وأوراق سابقة ومقاطع فيديو وما إلى ذلك مما قد يكون مفيدا لدراساتهم. كما عليك تجنب تحميلهم الواجبات المنزلية والمهام لأنها قد تستنفد عقولهم، وبالتالي إبطاء تعلمهم.
كن ملتزما
فلكي تكون ناجحا في التدريس، عليك مراقبة جميع طلابك بشكل فردي، وفصل نقاط قوتهم عن نقاط ضعفهم. وهذ سيساعدك على تصميم استراتيجيات من أجل مساعدتهم على تسخير نقاط قوتهم والتغلب على نقاط ضعفهم.
حدد أهدافا مع طلابك
إن نجاح المعلم يتحدد في الغالب من خلال نجاح طلابه. لذلك، عليك تحديد الأهداف والغايات مع طلابك. بعد ذلك، اعمل معهم من أجل تحقيق هذه الأهداف معا كفريق واحد.
كيف يكون المعلم قدوة ؟
تعد القدوة الحسنة من أرقى أساليب التربية التي تؤثر بشـكل فاعـل فـي تكـوين اتجاهات الشخصية الفكرية، كما تحديد أنماط سلوكها في كل مرحلة من مراحل تطورها.
التربية بالقدوة الصالحة هي العماد في تقويم اعوجاج الفرد، بل هي الأساس في ترقيه نحو المكرمات والفضائل والآداب الاجتماعية النبيلة.
والمعلم لا يكون قدوة إن لم يضف إلى العلم الأخلاق، ويطور من نفسه مهنيا باستمرار ليجاري ركب الحضارة! فالمعلم الناجح هو الذي يستجيب لتطورات الحياة مـن حوله، وما يحدث في المجتمع الإنساني من تغيرات وما يستجد فيه من اتجاهـات معاصـرة. وهذا يتطلب منه المرونة وعدم الجمود والقدرة على التجديد والابتكار في محيط عمله.
اتصاف المعلم بالخلق النبيل من ضروريات القدوة الحسنة والتعليم الناجح، أما المعلم الذي يفتقر إلى المبادئ والقيم ولا يراعي احترام مهنته ولوائح العمـل مـن حيث الإخلاص والإتقان والضمير الحي، فهو بلا شك لا يصلح لأن يكون معلما.
نقطة البدء
فنقطة البدء من أجل أن يكون المعلم قدوة تتمثل في الأخذ بالمثل المأثور: ابدأ بنفسك أولا. فالمعلمون مطالبون بأن يبدأوا من الداخل بداية حقيقية، تقوم على تكامل النظـرة إلى الإصلاح وتكامل التخطيط له وتكامل الجهود من أجل تطبيقه، لا بد من ذلـك فـي إطـار فلسـفي تربوي، يحدد ما ينبغي أن تكون عليه سلوكيات المعلمين وأفكارهم ومبادئهم وقيمهم، ولا بـد أن تكون هناك طرق وأساليب علمية تربوية وتثقيفية تتكامل معـا من أجل ترجمـة هـذه السلوكيات والأفكار والمبادئ والقيم إلى واقع عملي يمارس بالفعل.
دور المعلم في العملية التربوية دور كبير وبارز، فهو يعتبر حجر الزاوية في بيئـة التعلم، وأي عيب أو خلل في هذا الركن يعرض العملية التربوية للانهيار، فهـو عصب العملية التربوية، والعامل الرئيسي الذي يتوقف عليه نجاح التربية في بلـوغ غاياتها وتحقيق دورها في تطوير الحياة في عالمنا الجديد.
فالمعلم هو العنصر الفعال في عملية التعليم، فبمقدار ما يحمل في رأسه مـن علـم وفكر، وما يحمل في قلبه من إيمان برسالته، ومحبة لتلاميذه، وما أوتي من موهبة وخبـرة في حسن طريقة التعلم يكون نجاحه وأثره في أبنائه وطلابه.
إن المعلـم المبـدع الصـالح يستطيع ان يسد الثغرات الناتجة عن ضعف المنهج والكتاب، بل إنه قد يكون المنهج والكتـاب معا.
ملخص
المعلم الناجح هو الذي يتمتع بمجموعة من الصفات والمهارات التي تمكنه من تحقيق أهدافه التعليمية بفعالية ونجاح. سنجمل فيما يلي تعريفًا للمعلم الناجح ومميزاته وصفاته ومهاراته وأهدافه:
تعريف المعلم الناجح: المعلم الناجح هو الذي يستطيع تحفيز وإلهام الطلاب من أجل تحقيق إمكانياتهم الكاملة، ويساهم في نموهم الأكاديمي والشخصي بطرق مبتكرة وفعّالة.
بعض مميزات المعلم الناجح
- الاهتمام والاهتمام الشخصي: يظهر المعلم الناجح اهتمامًا شخصيًا بكل طالب، كما يتفاعل مع احتياجاتهم الفردية؛
- التواصل الفعّال: يتمتع بمهارات تواصل قوية تساعده على التواصل بوضوح وفعالية مع الطلاب وأولياء الأمور وزملائه؛
- التفاني والإلهام: يظهر تفانٍ وإلهام في عمله، مما يعزز الرغبة لدى الطلاب في التعلم والنمو؛
- الاحترافية والتطوير المستمر: يسعى دائمًا لتطوير مهاراته التعليمية والمهنية، كما يسعى للتحسين المستمر في أساليب التدريس؛
- القدرة على إدارة الفصل الدراسي: يجيد إدارة الفصل بفعالية، ويخلق بيئة تعليمية مشجعة ومنظمة.
أهم صفات المعلم الناجح
- الصبر والتسامح؛
- القدرة على التعاطف والتفهم؛
- الثقة بالنفس وبالطلاب؛
- الإلهام والإبداع؛
- الانفتاح على التغيير والتطور.
أبرز مهارات المعلم الناجح
- مهارات تواصل فعّالة: يجيد التواصل مع الطلاب وشرح المفاهيم بوضوح؛
- مهارات تحفيزية: يستخدم أساليب متنوعة من أجل تحفيز الطلاب وتشجيعهم على المشاركة والتعلم؛
- مهارات إدارة الوقت: ينظم الوقت بشكل فعّال لتحقيق أهداف التعلم؛
- مهارات التقويم والتقييم: يقوم بتقييم تقدم الطلاب وفهمهم بشكل منتظم وموضوعي؛
- مهارات القيادة والتحفيز: يتمتع بالقدرة على قيادة الصف وتحفيز الطلاب من أجل تحقيق أهدافهم التعليمية.
من أهداف المعلم الناجح
- تحقيق التفوق الأكاديمي للطلاب؛
- تعزيز الثقة بالنفس والمهارات الشخصية للطلاب؛
- تنمية الفهم والتفاعل الإيجابي مع المواد الدراسية؛
- تحفيز الفضول والاستقلالية في التعلم؛
- إعداد الطلاب من أجل مواجهة التحديات في المستقبل.
باختصار، المعلم الناجح هو الذي يجمع بين الاحترافية والتفاني في عمله، كما يسعى دائمًا لتحفيز وإلهام الطلاب من أجل تحقيق أقصى إمكانياتهم التعليمية والشخصية.
المصادر:
- السيسي، طاهر معتمد خليفة. “صفات المعلم الناجح”، مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ، العدد 3، المجلد 1 – لعام 2019م؛
- بوسعدة، قاسم. “المعلم الكفء أو الفعال”، دراسات نفسية وتربوية، مخبر تطوير الممارسات النفسية والتربوية، جامعة قاصدي مرباح ورقلة، عـدد 18جوان 2017؛
- أبو نمر، عاطف سالم. “مواصفات المعلم القدوة في ضوء التربية الإسلامية ومدى تمثلها لدى أعضاء هيئة التدريس في كليات التربية من وجهة نظر طلبته”، قسم أصول التربية بالجامعة الإسلامية، 2008.
- https://www.futureeducators.org/12-things-successful-teachers-do/