أسرار نظرية التعلم السلوكية
تعد النظرية السلوكية واحدة من أهم النظريات في عالم التعلم والتنمية البشرية. فهي ترتبط بفهم سلوكيات الإنسان وتطويرها بما يخدم الأهداف الشخصية والمجتمعية. وبفضل هذه النظرية، تم تحقيق تقدم كبير في العديد من المجالات مثل التربية والتدريب والاستشارات النفسية والعلاجية، والعديد من المجالات الأخرى.
لذلك، سوف نستكشف في هذا المقال مفهوم نظرية التعلم السلوكية بشيء من التفصيل. كما سنتحدث عن مبادئها وخصائصها، وكيفية تطبيقها في حياتنا اليومية. بالإضافة إلى بعض الأمثلة العملية التي توضح فعالية هذه النظرية في تحسين السلوكيات المرغوبة. وسنكتشف سويا أسرار النظرية السلوكية وكيفية الاستفادة منها لتحسين حياتنا اليومية.
تعريف نظرية التعلم السلوكية
نظرية التعلم السلوكية هي نظرية في علم النفس تركز على دراسة كيفية تعلم السلوك البشري. وتعتمد هذه النظرية على مفهوم الاستجابة والتعزيز، حيث يتم تحفيز السلوك المرغوب من خلال التعزيز، ويتم الحد من السلوك غير المرغوب من خلال العقاب.
كما يقوم مفهوم النظرية السلوكية على فرضية أن السلوك يمكن تعلمه من خلال الخبرة والتجربة، وأن السلوك المكافئ للمكافأة سيزداد، بينما السلوك الذي يتعرض للعقاب سيقل. ومن خلال الاستجابة للتحفيزات الخارجية، يمكن للفرد تعلم السلوك المناسب للظروف المحيطة به.
وتشمل هذه النظرية أيضا مفهوم النمذجة أو العمل بمثالية الآخرين، حيث يمكن للفرد تعلم السلوك المناسب من خلال مشاهدة الآخرين ومحاكاتهم.
رواد النظرية السلوكية
هناك العديد من الباحثين والعلماء الذين ساهموا في تطوير نظرية التعلم السلوكية، ويعد جون بي. واتسون واحدا من بين الرواد الرئيسيين لهذه النظرية. فهو أحد أشهر علماء النفس السلوكي، كما اعتبر أحد أبرز مؤسسي هذه النظرية.
جون بي. واتسون (1878-1958)
هو عالم نفس أمريكي وأحد رواد نظرية التعلم السلوكية. واتسون كان من الأشخاص الذين عملوا على تحويل علم النفس من دراسة الوعي والتجربة الداخلية، إلى دراسة السلوك المرئي والتجربة الخارجية.
وقد أصبح واتسون مشهورا بنظريته الشهيرة “البيئة هي كل شيء”، حيث يرى أن السلوك البشري يتأثر بشكل كبير بالبيئة التي يعيش فيها، ويتم تكوينه من خلال الخبرة والتجارب السابقة. وقد اعتبر واتسون التعلم على أنه عملية تكرارية يتم من خلالها تشكيل السلوك البشري. كما قدم واتسون أيضا دراسات مشهورة حول الأطفال.
لكن، وعلى الرغم من إسهاماته الكبيرة في علم النفس، إلا أن واتسون تعرض لانتقادات كثيرة بسبب تصريحاته الجريئة والمثيرة للجدل حول الطبيعة الإنسانية والتربية. حيث اعتبر أن السلوك البشري يمكن التحكم به بشكل كامل من خلال التربية والتعليم والبيئة التي ينشأ فيها الفرد.
وإلى جانب واتسون، برز عدد من العلماء والباحثين من رواد النظرية السلوكية، ونخص منهم بالذكر كلا من:
- ب. إف. سكينر: وهو يعتبر من العلماء الأكثر تأثيرا في تطوير نظرية التعلم السلوكية، حيث أنشأ نظرية العملية التحفيزية: الرد المشروط؛
- ألبرت باندورا: قدم هذا العالم نظرية تعلم السلوك الناجم عن العوامل الخارجية، والتي تركز على دور التجارب السابقة في تشكيل السلوك البشري؛
- روزاليا والثر: قدمت نظرية التعلم الاجتماعي، وهي تركز على الدور الحاسم الذي يلعبه النموذج المحيطي في تعلم السلوك؛
- ألبرت إليس: قدم نظرية التعلم النوعي، وهي تركز على استخدام المكافأة والعقاب لتشكيل السلوك المرغوب.
خصائص النظرية السلوكية ومبادؤها
تتميز نظرية التعلم السلوكية بعدة خصائص، كما تستند إلى مجموعة من المبادئ الأساسية، نجملها كلها فيما يلي:
- التركيز على السلوك الملحوظ: حيث تهتم هذه النظرية بدراسة السلوك المرئي والتجربة الخارجية. ولا تهتم بالعوامل النفسية والعوامل الداخلية التي تؤثر على السلوك؛
- التشديد على الخبرة والتجارب السابقة: فهي ترى أن السلوك يتكون من خلال الخبرة والتجارب السابقة ويتغير بناء عليها. بحيث يتم تكوين السلوك عن طريق التجارب والخبرات السابقة، ولا ينشأ السلوك من خلال العوامل النفسية الداخلية؛
- التأثير الكبير للبيئة: أي أن السلوك البشري يتأثر بشكل كبير بالبيئة التي يعيش فيها، وأن تشكيل وتكوين السلوك البشري يتم من خلال التجارب والخبرات التي يواجهها الفرد في بيئته؛
- التركيز على المكافأة والعقاب: إذ أن المكافأة والعقاب تؤثر بشكل كبير على السلوك البشري، حيث يتم تعزيز السلوك الإيجابي عن طريق المكافأة، وتقليل السلوك السلبي عن طريق العقاب.
- التأكيد على التكرار والتعلم التعاوني: باعتبار أن التكرار والتعلم التعاوني يمكن أن يؤديا إلى تعزيز السلوك الإيجابي وتقليل السلوك السلبي. وهي تشجع على تعزيز التكرار وتشجع الأفراد على التعاون مع بعضهم البعض في عملية التعلم؛
- الاهتمام بالسلوك الظاهري: حيث تهتم نظرية التعلم السلوكية بالسلوك الظاهري والمرئي، ولا تهتم بالعوامل النفسية الداخلية التي تؤثر على السلوك؛
- التعلم النشط: ترى النظرية السلوكية أن الفرد يكون متعلما نشطا، حيث يتفاعل مع البيئة ويستجيب للتجارب والخبرات التي يعيشها.
المثير والاستجابة في النظرية السلوكية
في نظرية التعلم السلوكية، يتم تفسير السلوك بشكل رئيسي من خلال مفهوم المثير والاستجابة.
فالمثير: “هو أي عامل يؤثر على الفرد ويحفزه للتصرف بطريقة معينة. ويمكن أن يكون المثير شيئًا ملموسًا مثل طعامٍ أو مياه، أو شيءً غير ملموسٍ مثل إشارةٍ أو كلمةٍ”.
أما الاستجابة: “فهي الرد الذي يقوم به الفرد على المثير. ويمكن أن يكون الرد سلوكا مرئيا كالكلام أو الحركة، أو رد فعل داخلي مثل الشعور بالسعادة أو الحزن.”
وتعتبر هذه المفاهيم أساسية في نظرية التعلم السلوكية، حيث يتم تحليل سلوك الفرد من خلال فهم المثير الذي يؤثر عليه والاستجابة التي يقوم بها. ويتم تشكيل السلوك عن طريق التجارب والخبرات السابقة والمكافأة والعقاب التي تؤثر على السلوك المتعلق بالمثير والاستجابة. ويتم تعزيز السلوك الإيجابي بالمكافأة وتقليل السلوك السلبي بالعقاب.
النظرية السلوكية وتطبيقاتها التربوية
تعتبر النظرية السلوكية واحدة من النظريات الرئيسية في علم النفس التربوي. وقد أدت إلى تطوير العديد من التطبيقات التربوية. وتركز هذه التطبيقات على تحديد الطرق الفعالة لتشكيل وتغيير السلوك المرغوب لدى الطلاب. ومن أبرز التطبيقات التربوية للنظرية السلوكية ما يلي:
- التقويم والتغذية الراجعة: يستخدم المعلمون هذه الأساليب لمعرفة وتحسين سلوك الطلاب. ويعتمد ذلك على تقديم المعلومات للطلاب حول سلوكهم ومدى تأثيره على النتائج النهائية للتعلم؛
- التعلم بالمكافأة والعقاب: تعتبر هذه الطريقة واحدة من أهم التطبيقات العملية للنظرية السلوكية في المدارس. وتتمثل هذه الطريقة في استخدام المكافأة لتعزيز السلوك الإيجابي لدى الطلاب، واستخدام العقاب لتقليل السلوك السلبي؛
- التعلم المنحى (Incremental Learning): يتم استخدام هذه الطريقة لتحسين التعلم من خلال تحليل المثيرات التي تؤدي إلى السلوك المنشود. ويتم ذلك من خلال تحليل سلوك الطلاب وتحديد العوامل التي تساعد في تحقيق نتائج إيجابية؛
- التعلم النشط: يعتمد هذا النوع من التعلم على تحفيز الطلاب للمشاركة الفعالة في عملية التعلم. وتتمثل الطريقة في تمكين الطلاب من اكتشاف المواد الدراسية بأنفسهم، واستخدام المشروعات والأنشطة العملية للتعلم وتنمية المهارات.
وبشكل عام، يعتبر النهج السلوكي في التعليم مفيدا جدا في تحسين الأداء الأكاديمي للطلاب، وتحسين سلوكهم وتنمية مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية. كما يمكن للمدرسين والمربين تطبيق مبادئ النظرية السلوكية لتحسين التفاعلات بين الطلاب وتحسين تجربة التعلم لديهم.
فوائد استخدام النظرية السلوكية
ويمكن تلخيص فوائد استخدام النظرية السلوكية في الحقل التربوي في النقاط التالية:
- تحسين التفاعلات بين الطلاب والمعلمين والمربين؛
- تحسين السلوك المرغوب لدى الطلاب وتقليل السلوك غير المرغوب؛
- تحسين تجربة التعلم للطلاب وتشجيعهم على المشاركة الفعالة في العملية التعليمية؛
- تنمية مهارات الطلاب الاجتماعية والعاطفية؛
- تحسين الأداء الأكاديمي للطلاب؛
- تطوير الطلاب ليصبحوا أفرادا ذوي مهارات عالية وقادرين على التكيف مع المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المستقبل.
تطبيق النظرية السلوكية في غرفة الصف
يُمكِّن تطبيق النظرية السلوكية في غرفة الصف من تحسين البيئة التعليمية وتحفيز الطلاب على المشاركة في العملية التعليمية بشكل أكبر. كما يحسن العلاقة بين المعلمين والطلاب وزملاء الصف، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين الأداء الأكاديمي للطلاب. وجدير بالذكر أن تطبيق النظرية السلوكية في غرفة الصف يتطلب من المعلمين الحفاظ على توازن بين استخدام التعزيز المباشر والعقاب السلبي. حيث يجب عليهم الاعتماد بشكل أساسي على التعزيز المباشر والتحفيز الإيجابي للطلاب.
وبشكل عام، يمكن تطبيق مبادئ النظرية السلوكية في غرفة الصف على النحو التالي:
- تحديد السلوك المرغوب: يمكن للمعلمين تحديد السلوك المرغوب لدى الطلاب والتركيز على تحفيزه وتعزيزه. مثل التفاعلات الاجتماعية الإيجابية والعمل بجهد والانخراط الفعال في العملية التعليمية؛
- التعزيز المباشر: يمكن للمعلمين استخدام التعزيز المباشر لتعزيز السلوك المرغوب لدى الطلاب، مثل الإشادة بالطلاب عندما يتصرفون بشكل جيد أو يحققون أهدافهم؛
- العقاب السلبي: يمكن استخدام العقاب السلبي بشكل محدود لتحديد السلوك غير المرغوب وتقليله، مثل إعطاء عقوبة للطلاب الذين يخرجون عن النظام؛
- التعلم بالملاحظة: يمكن للطلاب التعلم من خلال الملاحظة وتقليد للسلوك المرغوب الذي يتم عرضه من قبل المعلمين والزملاء؛
- الإدارة الفعالة للصف: يمكن للمعلمين تحسين إدارة الصف الخاص بهم وتقليل الانزعاج والتشتيت من خلال تحديد توقعات واضحة وتوفير بيئة تعليمية مريحة ومحفزة؛
- تطوير مهارات التفاعل الاجتماعي والعاطفي: يمكن للمعلمين تطوير مهارات الطلاب الاجتماعية والعاطفية. من خلال التركيز على التفاعلات الاجتماعية الإيجابية والتدريب على مهارات التواصل وحل المشكلات.
أمثلة على النظرية السلوكية
توجد العديد من الأمثلة التي توضح تطبيق النظرية السلوكية في الحياة اليومية، ومنها مثلا:
- عندما يقوم المدرس بتحفيز الطلاب على الاستماع والتركيز على الدرس وتوجيه الثناء عليهم عندما يستجيبون للتعليمات بشكل جيد، فهذا يمثل تطبيقاً لمبدأ التعزيز المباشر؛
- عندما يقوم الآباء بتحفيز أطفالهم على إتمام واجباتهم المدرسية بمكافأتهم باللعب أو شراء هدية لهم، فهذا يمثل تطبيقاً لمبدأ التعزيز المباشر؛
- عندما يتم تطبيق عقوبة سلبية مثل إيقاف سائق سيارة عن القيادة بعد القيام بمخالفة مرورية، فهذا يمثل تطبيقاً لمبدأ العقاب السلبي؛
- عندما يقوم مدرب كرة القدم بتحفيز اللاعبين بعد تحقيقهم لهدف معين، فهذا يمثل تطبيقاً لمبدأ التعزيز المباشر؛
- عندما يقوم المدرب بتوجيه النقد البناء للاعبين بعد القيام بأخطاء خلال المباراة، فهذا يمثل تطبيقاً لمبدأ التعزيز السلبي، حيث يتم استخدام النقد البناء كعقاب سلبي لتصحيح السلوك غير المرغوب فيه.
نظريات المدرسة السلوكية
توجد نظريات تعلم عديدة تندرج في إطار المدرسة السلوكية، ومنها النظريات التالية:
1– نظرية التعلم السلوكي الكلاسيكي: وتتمحور حول فرضية أن السلوك يتم تعلمه من خلال التدريب والتجربة. وأن التعلم يتم عن طريق الاستجابة للمحفزات المحيطة. حيث يتم تعزيز السلوك الذي يتبعه تجربة إيجابية وتقليل السلوك الذي يتبعه تجربة سلبية؛
2– نظرية التعلم الاجتماعي: وتركز على فرضية أن السلوك يتم تعلمه من خلال الملاحظة والنمذجة. حيث يتم تقليد سلوك الآخرين بعد الاطلاع على نتائج سلوكهم وتقييمها؛
3– نظرية الشخصية المتعلمة: وتركز على أن الأشخاص يتعلمون عن طريق الاكتساب الفعال للمهارات والخبرات. وذلك من خلال استخدام مختلف الأدوات التي تدعم التعلم، مثل الخطط والأهداف الواضحة، والمراجعة المستمرة، والملاحظة، والتوجيه؛
4– نظرية التحفيز والانحراف: وترتكز على أن الأشخاص يتأثرون بمحفزات البيئة المحيطة بهم. كما أن هذه المحفزات تحدد سلوكهم وتؤثر على قراراتهم، وذلك من خلال التحفيز الإيجابي والسلبي والانحراف الموجه؛
وتعتبر هذه النظريات مفيدة جدا في تفهم السلوك البشري وتحسين التعليم والتدريب. حيث تتضمن مجموعة من الأساليب والأدوات التي يمكن استخدامها لتحسين التعليم وتعزيز السلوك المرغوب فيه.
النظرية السلوكية المعرفية
تعد النظرية السلوكية المعرفية توسعة للنظرية السلوكية الكلاسيكية، حيث تركز على العملية الذهنية التي تحدث في الفرد وكيفية تأثيرها على السلوك. وتعتمد هذه النظرية على مفهوم “الإدراك” أو التفكير كمكون أساسي في السلوك. وترتكز على عدة مبادئ وخصائص، منها:
- الاهتمام بالعمليات العقلية: حيث تركز النظرية على العمليات العقلية التي تؤثر على السلوك، مثل التفكير، والإدراك، والتذكر، والتعلم؛
- النموذج الرباعي: وهو نموذج يوضح العلاقة بين الإدراك والمحفزات والمهارات والاستجابات، حيث يؤدي التفكير الإدراكي إلى اختيار السلوك الملائم في مواجهة المحفزات المختلفة؛
- التعلم الاستكشافي: وهو نوع من التعلم يستند إلى التجربة والاستكشاف، حيث يتم تشجيع الفرد على تجربة أشياء جديدة وتحليلها وتفسيرها؛
- التعزيز الذاتي: وهو الاعتقاد بأن الفرد يمكنه التحكم في توجهاته وسلوكه من خلال التعزيز الذاتي والتفكير الإيجابي؛
- التعلم الذاتي: وهو القدرة على تعلم المهارات والمفاهيم الجديدة بشكل ذاتي ودون الحاجة لتوجيه من الآخرين.
ولكل ذلك، تعتبر النظرية السلوكية المعرفية مفيدة في فهم عملية التعلم والتفكير لدى الفرد، وتحسين السلوك وتطوير المهارات. كما يمكن استخدامها في عدة مجالات مثل التعليم والتدريب وعلاج بعض الاضطرابات النفسية.
النظرية السلوكية وفنياتها
تتضمن النظرية السلوكية العديد من الفنيات التي يمكن استخدامها في التعامل مع السلوكيات غير المرغوبة وتحسين السلوكيات الإيجابية، ومن بين هذه الفنيات:
- التعزيز الإيجابي: وهي عملية تشجيع السلوك المرغوب من خلال مكافآت مثل الإشادة والثناء والمكافآت المادية؛
- العقاب: وهو تطبيق عواقب سلبية على السلوك غير المرغوب لتقليل حدوثه مستقبلا؛
- النموذج المتماثل: وهو توظيف النماذج المثالية لتحفيز التعلم والتحسين السلوكي؛
- التدريب التشاركي: وهو عملية تعلم جماعي تتضمن الإشراك في المهام، والأنشطة المحفزة على التعاون وتبادل الخبرات؛
- التدريب الإرشادي: وهو تطبيق الإرشاد الفردي والتوجيه المباشر لتحسين السلوك وتطوير المهارات.
وتتميز هذه الفنيات بسهولة تطبيقها وتأثيرها الإيجابي على تحسين السلوكيات. كما أنها مفيدة في مجالات مثل التربية والتعليم والتدريب والعلاج النفسي.
صياغة الأهداف السلوكية
تعد صياغة الأهداف السلوكية جزءا هاما من تطبيق النظرية السلوكية في مختلف المجالات. وتتضمن صياغة الأهداف الخطوات التالية:
- تحديد السلوك المرغوب: حيث يتم تحديد السلوك الذي يرغب المربي أو المعلم أو المدرب في تحسينه أو تعزيزه. مثل الانضباط أو التحدث بلباقة أو تنظيم الوقت؛
- تحديد المعايير: يتم تحديد المعايير التي يجب أن تتوفر لتحقيق الأهداف المرسومة. مثل الالتزام بالأنظمة المدرسية أو تحسين النطق أو الإنجاز الدراسي؛
- تحديد الظروف: يتم تحديد الظروف التي يجب أن تكون متاحة لتحقيق الأهداف المرسومة. مثل توفر الدعم المعنوي والمادي، أو التوفر على الأدوات التعليمية والتدريبية؛
- تحديد الوقت: يتم تحديد الفترة الزمنية التي يجب أن تحقق فيها الأهداف المرسومة. مثل أسبوع أو شهر أو فصل دراسي؛
- مراقبة وتقييم النتائج: يتم مراقبة وتقييم النتائج المحققة ومقارنتها بالمعايير المرسومة، وتقييم العوامل التي أثرت على تحقيق الأهداف.
وفي العموم، تهدف صياغة الأهداف السلوكية إلى تحقيق النتائج المرجوة وتعزيز السلوكيات المرغوبة. كما تساعد كذلك على تحديد الإجراءات اللازمة لتحسين السلوك وتطوير المهارات.
خلاصة
تعد نظرية التعلم السلوكية من أهم النظريات التي تركز على السلوك والتعلم وتطويره. وتعتبر نظرية مهمة جدا في مجالات التعليم والتدريب والتطوير الشخصي، حيث يمكن استخدامها في تحديد الطرق الفعالة لتعليم المهارات وتعزيز السلوك الإيجابي.
وتشمل المبادئ الأساسية للنظرية السلوكية مفهوم المحفز (أو المثير) والمستجيب، وتأثير المكافآت والعقوبات على السلوك، وأهمية الاستمرارية في التعلم والممارسة لتحسين الأداء. ويمكن تطبيق نظرية التعلم السلوكية في المجال التربوي من خلال توظيف العقوبات والمكافآت كأدوات لتعزيز السلوك الإيجابي للطلاب، وتحديد الأهداف السلوكية للطلاب وتعزيزها لتحقيق أداء أفضل في المدرسة. كما يمكن استخدام تقنيات مختلفة في تنفيذ المبادئ السلوكية، مثل تدريس المهارات الاجتماعية وتوفير الاستجابة وغيرها.
المصادر:
- السنجاري، عبد السلام. “مبادئ النظرية السلوكية وتطبيقاتها التربوية”. مركز دراسات الوحدة العربية. 2015. متوفر على: https://www.neelwafurat.com/itempage.aspx?id=lbb201557- 624103&search=books
- Smith, R. L. “Behavioral theory”. Englewood Cliffs, NJ: Prentice Hall. (1990).
- موقع “الأكاديمية التربوية (www.educ.academy) “؛
- موقع “التعليم النشط (www.activelearning.edu.sa) “؛
- موقع “الأكاديمية العربية المفتوحة (www.aou.org.sa) ” .