هرم بلوم المعرفي: تصنيف، أمثلة وتطبيقات
هرم بلوم المعرفي هو إطار معترف به عالميًا في مجال التعليم يصنف مستويات مختلفة من المهارات الإدراكية والتفكيرية.
تصنيف بلوم للأهداف المعرفية هو أداة قوية تستخدم في مجال التعليم لتحقيق التعلم الشامل وتطوير مهارات الطلاب في مختلف المجالات المعرفية. يعد تصنيف بلوم للمجال المعرفي مرجعًا مهمًا للمعلمين والمربين في تحديد وتصميم الأهداف التعليمية الواضحة والمحددة وقياس تحصيل الطلاب.
من خلال هذه المقالة سنعرف ما هو تصنيف بلوم للمجال المعرفي وتطبيقاته في المجال التعليمي. كما سنناقش أيضًا المستويات المعرفية التي يمكن تحقيقها عند تطبيق تصنيف بلوم، ونقدم أمثلة توضيحية لكل مستوى. ونستكشف كذلك أهداف المجال المعرفي وكيف يمكن تحقيقها من خلال تصنيف بلوم.
هرم بلوم المعرفي
هرم بلوم المعرفي هو نموذج تصنيف تم تطويره بواسطة بنجامين بلوم في عام 1956، وهو يستخدم في مجال التعليم لتحديد وتصنيف المستويات المختلفة من المعرفة والتفكير. يهدف هذا الهرم إلى تحقيق أهداف معرفية متنوعة ومتعددة المستويات.
تطبيق الهرم المعرفي لبلوم يساعد في تحسين جودة التعلم والتعليم عن طريق إعطاء أولوية للتفكير العالي وتطوير مهارات التحليل والتركيب والتقييم. يتم تشجيع الطلاب على التفكير بشكل أكثر عمق واستخدام المعرفة بطرق إبداعية وابتكارية، مما يؤدي إلى تعلم أكثر فاعلية وتحصيل معرفي أعمق.
يعتبر المجال المعرفي هو المجال الدراسي أو الموضوع الذي تستهدف تحقيق الأهداف المعرفية فيه. قد تكون هذه المجالات هي العلوم، الرياضيات، اللغة، التاريخ، الفنون، وغيرها من المجالات المختلفة.
تصنيف بلوم للأهداف المعرفية
يعمل تصنيف بلوم للأهداف المعرفية كإطار مرجعي يساعد المعلمين والمدرسين على تحقيق أهداف التعلم بشكل منهجي ومنظم. يمكن للمعلمين تصميم الدروس والمهام التعليمية التي تستهدف تحقيق مستويات معينة من التفكير والتحصيل المعرفي للطلاب.
يقسم تصنيف بلوم للأهداف المعرفية الأهداف إلى ستة مستويات رئيسية، وهي:
- التذكر والتعرف: هو أبسط المستويات في تصنيف بلوم للأهداف المعرفية، إذ تشمل الأهداف على حفظ المعلومات واستدعائها بالذاكرة والتعرف عليها؛
- الفهم: تشمل الأهداف على فهم المفاهيم والمعلومات والتعبير عنها بشكل منظم؛
- التطبيق: تشمل الأهداف على استخدام المعرفة المكتسبة لحل المشكلات وتطبيقها في سياقات جديدة؛
- التحليل: تشمل الأهداف على تحليل العناصر المكونة للمعرفة وفهم العلاقات بينها؛
- التركيب: تشمل الأهداف على تنظيم وترتيب العناصر المختلفة لإنتاج أفكار جديدة أو تركيبات معقدة؛
- التقييم: تشمل الأهداف على تقييم وتقدير العمل والأفكار بناءً على معايير محددة.
بشكل عام، يتيح تطبيق هرم بلوم المعرفي وتصنيف بلوم للأهداف المعرفية للمعلمين والمدرسين تحقيق تعلم أكثر عمقًا وتنوعًا للطلاب، مما يسهم في تطوير مهاراتهم العقلية والتفكيرية ويعزز تحصيلهم المعرفي في مجالات مختلفة من التعلم.
يعتبر هرم بلوم المعرفي وتصنيف بلوم للأهداف المعرفية أدوات قوية في مجال التعليم والتعلم. من خلال تحديد أهداف تعليمية معرفية واستخدام تقنيات التدريس المناسبة، يمكن تعزيز التفكير والتحصيل المعرفي للطلاب وتمكينهم من التطور والنمو في المجالات المختلفة.
بفضل تصنيف بلوم للأهداف المعرفية، يتم تحديد مسارات التعلم وتقدم التحصيل المعرفي في المجالات المختلفة. يعمل هذا التصنيف كأداة قوية لتحقيق التعلم الشامل والتطوير الشخصي.
مستويات المعرفة عند بلوم
مستويات المجال المعرفي عند بلوم تتعلق بمدى استيعاب الطالب للمعرفة ومدى قدرته على تطبيقه في الحياة العملية.
وفي ما يلي نستعرض ما تتضمنه هذه المستويات مع أمثلة ونماذج للانتاج المعرفي:
- المعرفة: هو المستوى الأول في هرم بلوم ويشير إلى تذكر المعلومات والحقائق دون فهم عميق لها أو تطبيقها؛
مثال: حفظ قواعد اللغة الإنجليزية.
- الفهم: يتطلب فهم المعلومات وتفسيرها بشكل مفهوم. قد يشمل ذلك تلخيص المعلومات أو شرحها بطريقة بسيطة؛
كمثال: شرح مفهوم الجاذبية في الفيزياء.
- التطبيق: وهو يشير إلى القدرة على استخدام المعرفة في سياقات جديدة أو حل المشكلات العملية؛
مثال: حساب المسافة المقطوعة بواسطة سيارة تسير بسرعة معينة خلال وقت محدد.
- التحليل: يتطلب فحص المعلومات وتحليلها لفهم تركيبها ومكوناتها الأساسية والعلاقات بينها؛
وكمثال: تحليل العوامل المؤثرة في تغير المناخ وتأثيرها على البيئة.
- التركيب: يتطلب تنظيم المعلومات المتعلمة وترتيبها بطريقة منطقية وإنتاج أفكار جديدة من خلال تجميع العناصر المختلفة؛
مثال: إعداد مشروع بحث يجمع بين مفاهيم الفيزياء والكيمياء لدراسة تأثير الأشعة الشمسية على الخلايا الحية.
- التقييم: يتطلب تقييم المعلومات والأفكار والأداء بناءً على معايير محددة واتخاذ قرارات استنادًا إلى التقييم؛
مثال: تقييم أداء طالب في عرض تقديمي بناءً على معايير مثل الوضوح والتنظيم والتفاعل مع الجمهور.
مستويات الأهداف التعليمية المعرفية لبلوم
تعكس مستويات الأهداف التعليمية المعرفية لبلوم المستويات المختلفة للتفكير والتعلم. وفي سياق تصنيف بلوم، يمكن تطبيق هذه المستويات لوضع أهداف تعليمية محددة تستهدف تعزيز التفكير والتحصيل المعرفي للطلاب.
- التذكر:
تذكر المصطلحات الرئيسية؛
استدعاء الحقائق والأرقام الأساسية؛
تمييز المعلومات الرئيسية من التفاصيل.
- الفهم:
شرح المفاهيم والمبادئ بكلمات الطالب الخاصة؛
تلخيص المعلومات وتنظيمها بشكل منطقي؛
تفسير العلاقات والارتباطات بين الأفكار.
- التطبيق:
استخدام المعرفة في حل المشكلات العملية؛
تطبيق المفاهيم والمبادئ في سياقات جديدة؛
تحليل وتطبيق النماذج والإطارات الفكرية.
- التحليل:
تحليل المعلومات إلى أجزاء مكونة وتحديد العلاقات بينها؛
اكتشاف النماذج والتنظيم الهيكلي للمعرفة؛
تقييم الأدلة والاستدلالات.
- التركيب:
تنظيم الأفكار والمعلومات من أجل إنتاج إبداعي جديد؛
تجميع الأفكار والعناصر المختلفة من أجل إنشاء نماذج وتصورات جديدة؛
تصميم وإنتاج منتجات أو مشروعات فردية أو جماعية.
- التقييم:
تقييم الأفكار والحلول بناءً على معايير محددة؛
اتخاذ قرارات استنادًا إلى التقييم والتحليل؛
تقييم وتقدير الأداء والتحصيل المعرفي.
تستخدم مستويات بلوم المعرفية وأهدافها في تصميم التعلم وتقييمه، بما في ذلك تحديد مستوى تحصيل الطلاب وتطوير برامج تعليمية فعالة. على سبيل المثال، يمكن للمعلم تحديد أهداف معرفية في كل مستوى من مستويات بلوم من أجل توجيه عملية التعلم، واستخدام أساليب تدريس متنوعة تتناسب مع كل مستوى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمعلم تقييم تحصيل الطلاب بناءً على هذه المستويات، سواء عن طريق اختبارات كتابية أو عملية أو مشاريع.
مثلث بلوم المعرفي
مثلث بلوم المعرفي هو نموذج ثلاثي الأبعاد يعكس تكامل المستويات المعرفية لبلوم. يتكون المثلث من ثلاثة أبعاد: المعرفة (Knowledge) في القاعدة، والتفكير السفلي (Lower Order Thinking Skills) في الجانب الأيسر، بالإضافة إلى التفكير العلوي (Higher Order Thinking Skills) في الجانب الأيمن. كما يعكس هذا المثلث التحول من مجرد تذكر المعرفة إلى استخدامها بشكل أعمق في حل المشكلات والتفكير النقدي.
تستند مستويات بلوم المعرفية إلى مثلث بلوم المعرفي، الذي يصف التطور التدريجي للتفكير والتعلم. يتألف المثلث من ثلاثة أبعاد رئيسية:
- الأبعاد السفلى:
التذكر: القدرة على استرجاع المعلومات الأساسية؛
الفهم: القدرة على فهم المفاهيم والأفكار.
- الأبعاد الوسطى:
التطبيق: القدرة على استخدام المعرفة في سياقات جديدة وحل المشكلات؛
التحليل: القدرة على تحليل المعلومات وفهم العلاقات والأنماط.
- الأبعاد العليا:
التركيب: القدرة على تكوين علاقات جديدة وتوليد أفكار جديدة؛
التقييم: القدرة على تقييم وتقويم المعرفة والأداء.
باستخدام هذا المثلث، يمكن للمعلمين تحديد مستوى التحصيل المعرفي المستهدف وتصميم أنشطة ومهام تعليمية تتناسب مع كل مستوى.حيث يتم تحقيق التعلم الشامل والتنوع في المجال المعرفي من خلال تنظيم الأهداف التعليمية والتقييم الفعال.
من خلال تقديم تحديات وأسئلة تشجع على التفكير العالي، يمكن للطلاب أن يتطوروا من مجرد حفظ المعلومات إلى فهمها وتطبيقها وتحليلها وإبداع أفكار جديدة وتقييمها بناءً على معايير محددة.
على سبيل المثال، في مجال العلوم، يمكن تحقيق أهداف معرفية لبلوم من خلال تصميم أنشطة تشمل التجارب العملية وحل المشكلات العلمية والتفاعل المباشر مع الظواهر العلمية. أما في مجال الرياضيات، فيمكن تحقيق أهداف بلوم من خلال حل المسائل التحليلية والتفاعل مع المفاهيم الرياضية المعقدة.
أهداف المجال المعرفي
تهدف أهداف المجال المعرفي إلى تعزيز التعلم الشامل والتطور المستدام في المجالات الأكاديمية والمهنية. وتعكس المستويات المعرفية تدرجًا من التذكر البسيط إلى التحليل والتركيب والتقييم، مما يسمح للطلاب بتطوير قدراتهم العقلية والتفكيرية بشكل شامل.
من خلال تحديد أهداف معرفية واضحة ومحددة، يمكن للمعلمين توجيه العملية التعليمية وتحقيق تحصيل معرفي مستدام. كما يمكن استخدام تصنيف بلوم للأهداف المعرفية في جميع مجالات التعلم، بدءًا من المواد الأكاديمية مثل العلوم والرياضيات واللغة، وصولاً إلى المهارات العملية مثل القيادة والتواصل والابتكار.
على سبيل المثال، في مجال العلوم، يمكن تحديد أهداف تعليمية تتضمن تذكر المفاهيم الأساسية (مستوى التذكر)، وفهم العلاقات بين هذه المفاهيم (مستوى الفهم)، وتطبيق المعرفة في حل المشكلات العلمية (مستوى التطبيق)، وتحليل البيانات والنتائج (مستوى التحليل)، وإنتاج بحث أو تجربة علمية جديدة (مستوى التركيب)، وتقييم المفاهيم والتحصيل العلمي (مستوى التقييم).
هذا التصنيف يساهم في تطوير مهارات الطلاب في التفكير النقدي والتحليلي والإبداعي، ويمنحهم الفرصة للتعلم بطرق متنوعة ومستويات أعلى من التفكير. بالإضافة إلى ذلك، يعمل تصنيف بلوم للأهداف المعرفية كإطار لتقييم التحصيل المعرفي وقياس تطور الطلاب في المجالات المختلفة.
باختصار، تصنيف بلوم للأهداف المعرفية يساهم في تحقيق تعلم فعال ومستدام، ويعزز تطور الطلاب في المجالات الأكاديمية والمهنية. كما يساعد المعلمين في تحديد الأهداف التعليمية الواضحة والمحددة التي تتناسب مع مستويات المعرفة للطلاب، وبالتالي يمكنهم تصميم تجارب التعلم المناسبة.
عند تطبيق مستويات الأهداف التعليمية المعرفية لبلوم، يمكن للمعلمين تحديد مستوى تحصيل الطلاب وتقييم تقدمهم في المعرفة والفهم والتطبيق والتحليل والتركيب والتقييم. هذا يتيح لهم ضبط العملية التعليمية بناءً على احتياجات الطلاب كما يوفر فرص للتعلم الشامل والتحصيل المعرفي.
أمثلة على مستويات بلوم المعرفية
لنلقِ نظرة على بعض الأمثلة على مستويات بلوم المعرفية في سياق التعلم:
- مستوى التذكر: حفظ واستدعاء المعلومات الأساسية مثل التركيبات الكيميائية أو التواريخ الهامة في التاريخ؛
- مستوى الفهم: فهم وشرح المفاهيم والأفكار المعقدة مثل فهم مبادئ الفيزياء أو قواعد اللغة الأجنبية؛
- مستوى التطبيق: استخدام المعرفة والفهم في سياق عملي مثل حل المسائل الرياضية المعقدة أو تطبيق مفاهيم الاقتصاد في تحليل السوق؛
- مستوى التحليل: تحليل وفحص العلاقات والاتجاهات بين المفاهيم المختلفة مثل تحليل النصوص الأدبية أو تحليل البيانات الإحصائية؛
- مستوى التركيب: إنتاج أفكار جديدة وتصميم حلول مبتكرة مثل كتابة قصة أو تطوير تصميم فني؛
- مستوى التقييم: تقييم المعرفة والأداء بناءً على معايير فهم الأداء المعرفي وتقييمه، مثل تقييم مشروع بحثي أو تقييم أداء الطلاب في مناقشة فصل دراسي.
كما يمكن كذلك التعرف على أمثلة على مستويات بلوم المعرفية في اللغة العربية من خلال هذا الرابط.
خاتمة
من خلال قراءة هذا المقال، ستكتسب فهما أعمق لأهمية تصنيف بلوم للأهداف المعرفية في عملية التعلم وتحسين جودة التعليم. كما ستتعرف على كيفية استخدام هذا التصنيف لتحديد مسارات التعلم وتحقيق التحصيل المعرفي في مختلف المجالات التعليمية.
فمن تحقيق أهدافكم المعرفية وتطوير قدراتكم العقلية والمعرفية، سيصبح لديكم قاعدة قوية لتحقيق النجاح في المسارات التعليمية والمهنية.
بشكل عام، يساهم هرم بلوم المعرفي الحديث في تحقيق أهداف التعلم بشكل متطور ومنهجي، ويدعم تنمية قدرات الطلاب في التفكير العالي والتحصيل المعرفي. كما يوفر هذا التصنيف إطارًا قويًا لتصميم الدروس وتقييم التعلم، ويعزز تفاعل الطلاب مع المحتوى وتطوير قدراتهم العقلية والمعرفية في مجالات متنوعة من التعلم.
المصادر
- Bloom, B. S., Engelhart, M. D., Furst, E. J., Hill, W. H., & Krathwohl, D. R. (1956). Taxonomy of educational objectives: The classification of educational goals. Handbook I: Cognitive domain. New York, NY: David McKay Company.
- Anderson, L. W., Krathwohl, D. R., Airasian, P. W., Cruikshank, K. A., Mayer, R. E., Pintrich, P. R., … & Wittrock, M. C. (2001). A taxonomy for learning, teaching, and assessing: A revision of Bloom’s taxonomy of educational objectives. New York, NY: Longman.
- Krathwohl, D. R. (2002). A revision of Bloom’s taxonomy: An overview. Theory into practice, 41(4), 212-218.
- Armstrong, P. (2018). Bloom’s Taxonomy: What’s Old Is New Again. Journal of Education and Learning, 7(1), 138-144.
- Gronlund, N. E. (2004). Assessment of student achievement. New Jersey, NJ: Pearson Education.
- Forehand, M. (2019). Applying Bloom’s Taxonomy in Your Classroom. Retrieved from: https://www.thoughtco.com/blooms-taxonomy-overview-2081946
- https://www.thoughtco.com/blooms-taxonomy-questions-7598
- Question Stems for Each Level of Bloom’s Taxonomy
- https://www.thoughtco.com/blooms-taxonomy-in-the-classroom-8450