استراتيجية جدول التعلم: تعريف وشرح ونماذج للطباعة

في خضم تحولات العصر وتطوّر المعرفة بشكل سريع، يظهر جدول التعلم كأداة قوية وفعّالة تساعد في توجيه الطلبة والمتعلمين نحو تحديد أهدافهم وتحقيقها بطريقة منظمة وفعّالة من أجل تحقيق التفوق الشخصي. حيث تعتبر استراتيجية جدول التعلم أحد الأساليب الفعّالة التي تسهم في تنظيم وتحسين عملية التعلم الفردي. يُفهم جدول التعلم كأداة تخطيطية تساعد الطلاب على تنظيم معرفتهم وتوجيه تفكيرهم نحو الأهداف التعلمية المحددة.

في هذا المقال، سنستكشف مفهوم جدول التعلم وكيف يمكن لهذه الاستراتيجية أن تسهم في تعزيز عمليات التعلم الفردية. كما سنقدم نماذج وأفكارا حول كيفية بناء جدول تعلم فعّال ينسجم مع احتياجات وأهداف الفرد، وذلك بهدف تمكين كل فرد من تطوير مهاراته وتحقيق التفوق الشخصي.

ما هو جدول التعلم؟

جدول التعلم هو أداة تنظيمية تساعد الطلاب على توجيه نشاطاتهم التعليمية وفهم ما يتعلق بموضوع معين. يمكن أن يشمل جدول التعلم أسئلة أو أهدافًا تساعد في توجيه الفهم وتحفيز التفكير النقدي.

هو أداة تنظيمية تستخدم من أجل تحديد الأهداف التعلمية وتوجيه عملية الدراسة الفردية. كما يتمثل الهدف الرئيسي لجدول التعلم في توفير إطار للطلاب يمكنهم من خلاله تحديد ما يعرفونه بالفعل حول موضوع ما (ما يعرفونه بالإنجليزية: What I Know)، وماذا يرغبون في معرفته (ما يرغبون في معرفته بالإنجليزية: What I Want to Know)، وفي النهاية، ماذا تعلموا فعلاً (ما تعلموه بالإنجليزية: What I Learned).

يعززهذا النهج التفاعل النشط مع المحتوى الدراسي ويشجع على التفكير النقدي. يمكن استخدام جدول التعلم في مختلف المجالات التعليمية، سواء في المدارس أو الجامعات أو في سياقات التعلم الذاتي. تتضمن الخطوات الرئيسية في إعداد جدول التعلم تحديد الموضوع أو الدرس المراد دراسته، ثم تقسيمه إلى مراحل أو فئات رئيسية، وأخيراً ملء الجدول بالمعلومات والأفكار المتعلقة بكل فئة.

ما هي استراتيجية جدول التعلم؟

استراتيجية جدول التعلم هي الطريقة التي يستخدمها الطلاب لتكوين أو تحديد محتوى جدولهم. يمكن أن تشمل هذه الاستراتيجية وضع أسئلة توجيهية، وتحديد الأهداف، وتقسيم الموضوع إلى فئات لفهم أعمق. كما تشير إلى الطريقة التي يتبعها الفرد في إعداد واستخدام جدول التعلم لتحسين فهمه وأدائه في موضوع معين. الهدف من هذه الاستراتيجية هو تحفيز التفكير النشط وتوجيه عملية التعلم نحو تحقيق الأهداف التعليمية المحددة. وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن أن يتبعها الفرد من أجل تحسين جودة جدول التعلم باستخدام استراتيجية فعّالة:

1. تحديد الأهداف التعلمية: تحديد الأهداف بشكل واضح ومحدد، أي تحديد ما يرغب الفرد في تحقيقه من خلال دراسته؛
2. تقسيم الموضوع إلى فئات: أي تقسيم الموضوع الرئيسي إلى فئات أو مراحل فرعية، مع ضبط التفاصيل وتنظيمها بشكل منطقي؛
3. وضع أسئلة توجيهية: وضع أسئلة تشجع على التفكير والاستكشاف، ثم تحديد النقاط التي يحتاج الفرد إلى فهمها بشكل أفضل.
4. تحديد ما يعرفه وما يرغب في معرفته وما تعلمه: ملء جزء “ما أعرف” بالمعرفة السابقة، ووضع أسئلة في جزء “ما أريد أن أعرف”، ثم تسجيل المعلومات والأفكار في جزء “ما تعلمت”.؛
5. استخدام أساليب متنوعة: باستخدام رسوم بيانية، جداول، أو رموز لتوضيح العلاقات بين المعلومات، إضافة إلى اللجوء إلى مصادر إضافية لتعزيز الفهم؛
6. تحديث الجدول بانتظام: من خلال تحديث الجدول بمعلومات جديدة أو أفكار مكتسبة، مع متابعة تقدم الفهم وضبط الجدول حسب الحاجة؛
7. الاستفادة من جدول التعلم في التقييم: أي استخدام الجدول كأداة للتقييم الذاتي، من أجل تقييم مدى تحقيق الأهداف وتحديد النقاط التي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام.

تعد إذا استراتيجية جدول التعلم أداة فعالة لتعزيز التفاعل الفعّال مع المواضيع الدراسية وتعزيز التعلم الذاتي.

ماذا أكتب في جدول التعلم؟ وما أنواعه؟

قد يتساءل أحدنا قائلا:ماذا أكتب في جدول التعلم؟عندما تقوم بملء جدول التعلم، يمكنك استخدام مجموعة من المعلومات والأسئلة لتحفيز التفكير النقدي وتحقيق الأهداف التعلمية. عندما يقوم الطالب بملء جدول التعلم، يجب عليه أيضا وضع أسئلة تشجع على التفكير وتحفيز الفهم. كما يمكن أن يتضمن الجدول أيضا تعريفا للمفاهيم والكلمات الرئيسية المتعلقة بالموضوع. وفيما يلي مثال عن جدول التعلم حول موضوع “التأثيرات البيئية على الصحة”:

جدول ماذا تعلمت:

جدول ماذا أعرف وماذا أريد أن أعرف:

جدول التعلم KWL:

تأكد من أن تقوم بتخصيص جدول التعلم ليتناسب مع احتياجاتك أو أهدافك التعلمية الشخصية.

وفيما يلي مثال آخر على جدول تعلم حول موضوع “التكنولوجيا وتأثيرها على المجتمع”:

جدول ماذا تعلمت:

جدول ماذا أعرف وماذا أريد أن أعرف:

جدول التعلم KWL:

استخدم الجدول من أجل تسجيل المعرفة السابقة، والأسئلة التي تود البحث عن إجابات لها، وفي النهاية، المعرفة الجديدة التي اكتسبتها.

جدول التعلم الجديد

إليك مثالا على جدول تعلم جديد حول موضوع “التحديات البيئية والحلول”:

جدول التعلم الجديد:

جدول ماذا تعلمت:

جدول ماذا أعرف وماذا أريد أن أعرف:

جدول التعلم KWL:

أمثلة إضافية لنماذج جدول التعلم:

١. جدول ماذا تعلمت:

٢. جدول ماذا أعرف وماذا أريد أن أعرف:

٣. جدول التعلم KWL:

جدول تعلم فارغ

هذا نموذج فارغ لجدول التعلم يمكنك ملؤه وفقا للموضوع المختار الذي تفضله:

جدول تعلم:

جدول ماذا تعلمت:

جدول ماذا أعرف وماذا أريد أن أعرف:

جدول التعلم KWL:

قم بتعبئة الجدول بمعلوماتك حول الموضوع الذي ترغب في دراسته، واكتب بعد ذلك الأفكار الرئيسية والأسئلة التي ترغب في البحث عن إجاباتها. بعد ذلك، قم بتحديث الجدول بناء على ما تعلمته خلال عملية الدراسة.

• في القسم “ما أعرف”، قم بتسجيل المعرفة التي تملكها مسبقًا حول الموضوع.
• في القسم “ما أريد أن أعرف”، قم بتسجيل الأسئلة التي ترغب في معرفة إجاباتها أثناء دراستك.
• في القسم “ماذا تعلمت”، قم بتسجيل المعلومات والأفكار التي اكتسبتها بعد الانتهاء من دراستك.

يمكنك استخدام هذه الجدول من أجل توجيه عملية دراستك وتحفيز التفكير النقدي حول الموضوع المحدد.

كيف أعد نموذجا جاهزا لجدول التعلم يمكنني طباعته واستخدامه؟

للحصول على جدول التعلم جاهز للطباعةيمكن القيام بحفظ جدول التعلم بصيغة PDF من أجل الوصول السهل والمراجعة المستمرة. كما يمكن لهذا الجدول أن يكون أداة قوية لتعزيز التعلم الذاتي وتحفيز الاستقصاء الفردي. يمكن كذلك طباعة هذا النموذج وملء الفراغات وفقًا لموضوع دراستك. كما أن بالإمكان استخدام هذا الجدول لتنظيم وتوجيه عملية التعلم الخاصة بك بشكل فعّال.

يمكن كذلك استخدام نموذج لجدول التعلم الذاتي لتنظيم دراستك الشخصية:

قم بملء الجدول وفقا للموضوع الذي ترغب في دراسته، ثم حدد الأهداف التعلمية والخطوات والمصادر التي ستستخدمها. كما يمكنك تخصيص جدول الزمن لتحديد الأوقات المخصصة لكل نشاط. والقسم الخاص بالتقييم يساعدك في مراقبة تقدمك والتحسينات التي يمكن تحقيقها.

خاتمة

من خلال هذا المقال، استكشفنا مفهوم جدول التعلم الذاتي وكيف يمكن لهذه الاستراتيجية أن تكون المفتاح لفتح أبواب التعلم المستدام والمستمر. فاستراتيجية جدول التعلم تعتبر وسيلة قوية لتعزيز تجربة التعلم الشخصية. فمن خلال تحديد الأهداف ووضع الأسئلة التوجيهية، يمكن للطلاب تحقيق أداء أحسن وفهم أعمق في موضوعات دراستهم.

كما لا تقف جداول التعلم الذاتي عند مجرد تسجيل المعرفة، بل تمتد إلى تحليل النتائج وتقييم التقدم. فمن خلال تسجيل الإنجازات وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين، يمكن للمتعلمين أن يشكلوا جداول تعلم مستمرة ومحفزة.

لذا، من خلال اعتماد استراتيجيات جدول التعلم الذاتي يمكنا أن نتخذ خطوة نحو تطوير أنفسنا وتعزيز إمكانياتنا. إن التفاني في تحسين أدائنا وتعلمنا المستمر سيكون العامل الرئيسي من أجل تحقيق التميز الشخصي ومساهمتنا في بناء مجتمعات أكثر تقدما وتطورا.

المصادر

1. Ambrose, S. A., Bridges, M. W., DiPietro, M., Lovett, M. C., & Norman, M. K. (2010). How learning works: Seven research-based principles for smart teaching. Jossey-Bass.
2. Knowles, M. S. (1975). Self-directed learning: A guide for learners and teachers. Cambridge Adult Education.
3. Zimmerman, B. J. (2002). Becoming a self-regulated learner: An overview. Theory Into Practice, 41(2), 64-70.
4. Schunk, D. H. (2005). Self-regulated learning: The educational legacy of Paul R. Pintrich. Educational psychologist, 40(2), 85-94.