التقويم والتقييم: كل ما يجب أن يعرفه المعلم
يعتبر التقويم والتقييم جزءا لا يتجزأ من عملية التعليم والتعلم، وأحد المداخل الهامة لإصلاح التعليم وتطويره. إذ يعد موجها ضابطا لمنظومة التربية والتكوين بكافة مكوناتها وعناصرها. حيث يمكن من انتقاء أهداف العملية التعليمية والتعلمية، وبلوغ مستويات عالية فيها. كما أنه يساعد المتعلم على تقويم نتائجه، والمعلم على تقويم كفاءته وأدائه.
تخيل أنك الآن في الفصل ولديك هدف سلوكي إجرائي محدد وواضح، وقد خططت إستراتيجية لتحقيـق هذا الهدف، وقمت بالفعل بالعمل مع الطلاب من أجل تحقيقه، وشعرت بالرضا والسعادة إذ أن الطلاب متجاوبون معك ولديهم قدرة على النشاط والعمل الجيد. يبقى إذا سؤال هام وهو: هل تحقق الهدف؟ قد تكون إجابتك بنعم، لقد شعرت بذلك.
إن شعورك بالرضا والسعادة لأداء الطلاب أمر جيد ومرغوب، ولكنه لا يصلح كمقياس للحكم علـى مدى تحقق الهدف. ولذا فإن إحدى المهارات الأساسية التي ينبغي أن تتدرب على القيام بها أثناء قيامك بتخطيط الدروس، هي مهارة تصميم أسلوب التقويم. ويتوقف أسلوب التقويم على الهدف الذي سبق وأن حددته لتعلم طلابك.
فما هو التقويم؟ وما الفرق بينه وبين التقييم؟ وهل التقويم أشمل من التقييم؟ ما أنواع التقويم، وما هي أهدافه واستراتيجياته؟ ثم ما الهدف من التقييم؟ وما أهميته وفوائده؟
تعريف التقويم وتعريف التقييم والفرق بينهما : وهل التقويم أشمل من التقييم ؟
التقويم Evaluation: عملية تشخيصية وقائية علاجية، تستهدف الكشف عن مواطن القوة والضعف في عملية التعليم والتعلم. بقصد تحسينها وتطويرها، بما يحقق الأهداف المنشودة. وهذا يعني أن التقويم وسيلة وليس غاية في حد ذاته.
التقويم عملية منهجية تتطلب جمـع بيانات موضوعية، ومعلومات صادقـة، باستخدام أدوات قياس متنوعة في ضوء مجموعـة من المستويات المتوقعة أو الأهداف المحددة. لغرض التوصل إلى تقديرات كمية وأدلة كيفية يستند إليها في إصدار أحكام، أو اتخاذ قرارات مناسبة تتعلق بالطلاب وبعملية التعليم. وذلك لتحسين نوعية الأداء، ورفع درجة الكفاءة، بما يساعد في تحقيق هذه المستويات أو الأهداف.
التقييم Assessment : عملية تجميع ووصف وتكميم المعلومات والبيانات المتعلقة بالأداء. بقصد المساعدة في اتخاذ قرار ما، أو جمع معلومات مساعدة في اتخاذ قرارات. ويجب أن يكون عملية نشطة، ومستمرة، وواقعية، وذات فعالية،
الفرق بين التقويم والتقييم
لقد أثارت مسألة التمييز بين “التقويم” و”التقييم” لغطا كبيرا في مجال التأليف والتداول التربويين. إذ هناك من ينتصر للتقويم، وهناك من يرى أن مصطلح التقييم هو الأدق والأصح. بالرغم من أن المصطلحين ينحدران من نفس الجذر اللغوي “قوم”، كلاهما يخلص بنا إلى معاني التقدير والتثمين، والقياس، والتعديل، والتصحيح. والتقييم، هو سابق في النشأة والتداول على التقويم. إن التقويم بمعناه المعاصر، جامع للمعنيين معا: إنه تحديد قيمة الظاهرة أو العملية التربوية وهو التقييم، وفي الوقت ذاته تصحيح وتقويم لمسارها على أساس ذلك التقييم. لذلك، كان التقويم ممتنعا ما لم يكن مستندا إلى تقييم.
التقويم والتقييم إذن يفيدان في بيان قيمة الشيء. إلا أن التقويم وهـو الكلمة الأكثر استعمالا، يعني بالإضافة إلى قيمة الشيء؛ تعديل أو تصحيح ما أعوج منه. أما التقييم فيدل فقط على إعطاء قيمة لذلك الشيء. ومن هنا فإن التقييم يمثل جزءا من مفهوم التقويم، وبالتالي فإن التقويم أعم وأشمل من التقييم، حيث لا يقف فيه الأمر عند حد بيان قيمة الشيء، بـل يتعداه إلى محاولـة إصلاحه وتعديله بعد الحكم عليه.
ويمكن أن نستنتج مما سبق أن التقويم مصطلح أكثر حداثة وشمولا من التقييم. فهو يتضمن في جوهره مفهوم التقييم؛ إذ يشمل كل ما يتصل بالسلوك المراد تقويمه من أوصاف كمية ونوعية، مضافا إليها الأحكام القيمية التي ترتبط بمدى قبول ذلك السلوك من عدمه، وكذلك القرارات المتصلة بتحسين ذلك السلوك. بينما يتحدد التقييم بالأوصاف الكمية للسلوك فقط.
أنواع التقويم الأربعة المعروفة: قبلي/تكويني/تشخيصي/ختامي: تعريفها والفرق بينها
يشير خبراء التربية من خلال الأدب التربوي الحديث إلى نوعين رئيسيين من التقويم هما:
- التقويم التشخيصي Diagnostic Evaluation
- التقويم الختامي أو الشامل Summative Evaluation
1. التقويم التشخيصي
يهدف التقويم التشخيصي إلى تحديد المستوى المدخلي لكفاية التلاميذ عند بداية التعلم. وبعد استخراج نتائج التقويم يتمكن المعلم في ضوء تلك النتائج من تصنيف التلاميذ وتنظيم برامج مناسبة لكل مجموعة. ولا يقتصر التقويم التشخيصي على بداية عملية التعلم فحسب، بل يستمر باستمرار المواقف التعليمية.
فالانتباه إلى أن بعض التلاميذ يعانون من مشكلات سمعية أو بصرية أو ذهنية تعرقل قدرتهم على التعلم أو تحد من قدرتهم، كما تحديد العوامل الجسمية والاجتماعية والنفسية التي تؤثر في مستوى التحصيل عند التلاميذ؛ تدخل كلها في نطاق هذا النمط من أنماط التقويم.
والتقويم التشخيصي يهدف إلى تحديد قدرات واستعدادات التلاميذ لاكتساب خبرات تعليمية معينة. فهو يساعد في تصحيح مسار العملية التعليمية التعلمية أثناء حدوثها وليس بعد الانتهاء منها.
ويشمل التقويم التشخيصي نوعين متمايزين هما: التقويم القبلي، والتقويم التكويني، ولكل منها وظائفه في العملية التعليمية.
2. التقويم القبلي
يتم قبل البدء في التدريس بغرض:
- معرفة مكتسبات الطلاب السابقة وما لديهم من معلومات عن الموضوع قبل تدريسه؛
- الكشف عن تمكن الطلاب من معلومات ومهارات أساسية لتعلم الدرس الجديد؛
- معرفة ميول الطلاب واهتماماتهم وأساليبهم في التعلم.
وهذا بدوره يمكن المعلم من تخطيط المواد التعليمية وأساليب التدريس والأنشطة، بما يتلاءم مع خصائص الطلاب العقلية والانفعالية، لتكوين مزج جديد بين ما يعلمه الطلاب وما لا يعلمونه.
3. التقويم التكويني
هو ذلك التقويم الذي يتم أثناء عملية التعليم والتعلم، ويهدف لتقديم تغذية راجعة من خلال المعلومات التي يستند إليها في مراجعة مكونات البرامج التعليمية أثناء تنفيذها وتحسين الممارسات التربوية. ويقدم التقويم التكويني معلومات للمخططين والمنفذين لعملية التقويم حول كيفية تطوير وتحسين البرامج التعليمية وبشكل مستمر.
كما يزود المعلم بمعلومات دقيقة حول أخطاء الطلاب وما الذي تعلموه بالضبط، وصعوبات التعلم، ومعدل تقدمهم، ومستوى تحصيلهم، ونواحي الضعف فيه ومدى تحقيق الأهداف التعليمية. كما يساعد المعلم على تطوير أساليبه التدريسية العلاجية، أو تعديل الأهداف التعليمية أو تغيرها، إلى جانب إعادة النظر في الأنشطة التعليمية المصاحبة.
4. التقويم الختامي أو الشامل
يسمى أيضا بالتقويم النهائي أو التجميعي. وهو يحدث بعد الانتهاء من التدريس سواء تعلق الأمر بمقرر كامل، أو فصل دراسي، أو وحدة دراسية، أو مجموعة من الوحدات. ويهدف التقويم الختامي إلى حصول الطلاب على تقديرات عامـة أو تحديد مستواهم النهائي بعد عملية التعلم سواء كأفراد أو كجماعة، وهو يفيد في:
- تقدير كفايات الطلاب ومدى تحصيلهم في نهاية العام أو نهاية فصل دراسي؛
- تزويدنا بأساس لوضع الدرجات أو التقديرات بطريقة عادلة؛
- تزويدنا ببيانات يمكن على أساسها إرسال تقارير لأولياء الأمور.
ويختلف التقويم الختامي عن التقويم التشخيصي؛ في أنه يتم بعد الانتهاء من التدريس بقصد إعطاء درجات للطلاب. بينما يحدث التقويم التشخيصي قبل بدء التعلم، وأثناءه، وبعده، والغرض منه هـو جمـع معلومـات يستخدمها المعلم في اتخاذ قراراته التعليمية.
أدوات التقويم: وما أصدق أدوات التقييم؟
إن التقويم قديما كان يتسم بطابع الارتجال والذاتية، يتم عبر منح نقط تقديرية للتلاميذ، يصنفون عبرها إلى خانات منها: الجيدون، والمتوسطون، والضعفاء. أما مع تبني التعليم بواسطة الأهداف، أصبح التقويم دائما ومستمرا، هدفه التحكم في الأهداف والتأكد من مدى تحققها، اعتمادا على أدوات تقويم أهمها الاختبارات الشفوية، والاختبارات المقالية، المقابلة، والملاحظة… وكذلك يتم اعتماد ما يسمى سلالم القياس التي غالبا ما تستخدم في تقويم الاتجاهات والقيم.
توجد مجموعة من أنواع الاختبارات، وتختلف فيما بينها، من حيث طبيعتها وطريقة توظيفها، من بينها ما هو موضوعي مثلا:
- أسئلة صحيح أم خطأ؛
- الاختيار من متعدد؛
- اختبار المزاوجة؛
- نصوص التكملة؛
- نصوص ملء الفراغ.
وهناك ما هو مقالي أو ما يسمى أسئلة الإنتاج الكلاسيكية، وتضم الاختبارات المقالية أشكالا معروفة في مجال التقويم المدرسي مثلا:
- الإنشاءات المقيدة أو القصيرة؛
- والإنشاءات المفتوحة.
فما أصدق أدوات التقييم؟ لا يمكن الحديث عن أداة تقييم محددة كأصدق أداة تقييم، حيث إن كل أداة تقييم تستخدم لأغراض محددة وتحتوي على مزايا وعيوب مختلفة. ولهذا السبب، يجب على المعلمين اختيار الأدوات التقييمية الأنسب لأهداف التعليم المحددة وللمتعلمين المستهدفين.
ومن الأدوات التقييمية الشائعة والمستخدمة بشكل واسع في العملية التعليمية هي الاختبارات والواجبات والمشاريع والتقارير والمناقشات، والمحاكاة، والتقييم الذاتي، وغيرها. ويجب على المعلمين اختيار الأداة التقييمية الأنسب لغايات التقييم المحددة، وتقييمها بشكل دوري للتأكد من جودتها وملاءمتها للمتعلمين.
وبشكل عام، يمكن تحسين مصداقية وصحة الأدوات التقييمية من خلال اعتماد أساليب التقويم المتعددة، وتضمين أسئلة مفتوحة لتمكين الطلاب من التعبير
استراتيجيات التقويم
تعتبر استراتيجيات التقويم أدوات حيوية في عملية التعلم والتدريس. حيث تساعد في تحديد مدى تحقيق الأهداف التعليمية وتحديد مستوى تقدم الطلاب. تعتمد هذه الاستراتيجيات على مجموعة من الأدوات والتقنيات التي تهدف إلى جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها. وتتضمن بعضها استخدام الاختبارات القائمة على المعايير، والأعمال الفصلية، والمشاريع الاستثنائية، والملاحظات الشفويه، والمقابلات الفردية والجماعية، وغيرها. كما تعتمد الاستراتيجيات على مبدأ التنوع، حيث يتم استخدام عدة أدوات مختلفة لتقييم مختلف جوانب التعلم، وتحديد نقاط القوة والضعف والفرص للتحسين.
تتضمن استراتيجيات التقويم عدة مراحل، بدءًا من تحديد الأهداف التعليمية ووضع معايير الأداء وصولًا إلى تحليل النتائج وتوفير التغذية الراجعة. وتشير بعض الدراسات إلى أن الاستخدام المناسب لاستراتيجيات التقويم يمكن أن يحسن الأداء الأكاديمي للطلاب ويزيد من رضاهم عن التعلم والتقويم. لذلك، يجب على المدرسين والمسؤولين التربويين التفكير في استخدام استراتيجيات التقويم المناسبة لضمان تحقيق الأهداف التعليمية وتحسين التعلم والتقويم.
ما الهدف من التقييم؟ وما أهميته وفوائده؟
الهدف من التقييم هو تحديد مدى تحقيق الأهداف التعليمية، وقياس مدى تطور الطلاب في المهارات والمعارف المراد تعلمها، وتوفير التغذية الراجعة للطلاب والمعلمين لضمان التحسن المستمر في التعلم.
يعد التقييم أداة أساسية لتحسين الأداء الأكاديمي والتعليمي وتعزيز جودة التعليم. يساعد التقييم على تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلاب، ويوفر للمعلمين والمدرسين معلومات قيمة حول تحقيق الأهداف التعليمية ومدى فعالية الطرق والأساليب التعليمية المستخدمة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن التقييم من تشجيع الطلاب على تحسين أدائهم الأكاديمي وزيادة الثقة في قدراتهم. كما يساعد على تعزيز العدالة والمساواة في التعليم وتحسين التوجيه النفسي والمهني للطلاب.
وبالتالي، فإن أهمية التقييم تكمن في أنه يساعد على تحسين جودة التعليم والتعلم، وتحقيق الأهداف التعليمية المرسومة، كما يساهم في تطوير مهارات الطلاب وتحسين فرصهم في النجاح والتفوق في الحياة الأكاديمية والمهنية.
وبالتالي، فإن التقييم في المجال التعليمي يوفر العديد من الفوائد، ومن أهم هذه الفوائد:
- تعزيز التعلم: يمكن للتقييم تحفيز الطلاب على التركيز والاهتمام بالمواد الدراسية وتعزيز رغبتهم في التعلم؛
- تحديد مستوى الأداء: يساعد التقييم في تحديد مدى تقدم الطلاب في المهارات والمعارف المراد تعلمها؛
- تحسين الأداء الأكاديمي: يمكن للتقييم أن يحفز الطلاب على تحسين أدائهم الأكاديمي وتطوير مهاراتهم؛
- توفير التغذية الراجعة: يوفر التقييم التغذية الراجعة للطلاب والمعلمين، ويمكن أن يساعد في تحديد النقاط القوة والضعف وتوجيه الجهود لتحسين الأداء؛
- تحسين جودة التعليم: يمكن للتقييم أن يساعد في تحديد مدى فعالية الطرق والأساليب التعليمية وتحسين جودة التعليم؛
- تعزيز العدالة والمساواة: يمكن للتقييم أن يساعد في تعزيز العدالة والمساواة في التعليم وتوفير فرص متساوية للجميع؛
- تحسين التوجيه النفسي والمهني: يمكن للتقييم أن يساعد الطلاب على تحديد اهتماماتهم ومواطن القوة لديهم وتوجيههم نحو المجالات المناسبة لهم.
بشكل عام، فإن التقييم يمكن أن يساعد في تحسين جودة التعليم والتعلم وتحقيق الأهداف التعليمية المرسومة، كما يمكن أن يساهم في تطوير مهارات الطلاب وأن يحسن فرصهم في النجاح والتفوق في الحياة الأكاديمية والمهنية.
التقويم البديل
التقويم البديل هو نوع من أنواع التقويم يهدف إلى تقييم الأداء الأكاديمي للطلاب بطرق مختلفة عن التقويم التقليدي الذي يعتمد على الاختبارات والامتحانات الكتابية. يتضمن التقويم البديل عددا من الأساليب والأدوات التي تهدف إلى تحديد مدى اكتساب الطلاب المعرفة والمهارات والقدرات المراد تعلمها في المنهاج الدراسي.
ومن أمثلة أساليب التقويم البديل:
- المشاريع البحثية: وتتضمن إجراء بحث أو دراسة حول موضوع محدد، وتقديم تقرير أو عرض عن النتائج؛
- الاختبارات الشفوية: وتتضمن طرح أسئلة على الطلاب بشكل شفوي، وتقييم إجاباتهم واستجاباتهم؛
- التقارير والمقالات: وتتضمن كتابة تقارير أو مقالات حول موضوع محدد، وتقييم القدرة على الكتابة والتعبير عن الأفكار؛
- المناقشات الجماعية: وتتضمن مناقشة موضوع معين بين الطلاب، وتقييم مشاركتهم وفهمهم للموضوع؛
- التدريبات العملية: وتتضمن إجراء تدريبات عملية في المختبر أو في موقع العمل، وتقييم القدرة على التطبيق العملي للمهارات.
يعتمد التقويم البديل على توظيف أساليب تقويم متعددة ومتنوعة لتحديد مستوى أداء الطلاب، وتحقيق أهداف التعليم المرسومة. كما يساعد التقويم البديل على تشجيع الطلاب على الابتكار والتفكير الناقد وتحسين مهارات التواصل والتعبير، مما يعزز النمو الأكاديمي والمهني للطلاب.
التقويم الواقعي
التقويم الواقعي هو نوع من أنواع التقويم الذي يهدف إلى تقييم الأداء الأكاديمي للطلاب على أساس تحقيقهم لأهداف ومعايير محددة وواقعية. يعني ذلك أن التقويم الواقعي يركز على تقييم مدى تحقق الأهداف الواقعية والملموسة للمواد التعليمية والمواصفات المطلوبة من الطلاب. وهذا يعتبر مهما جدا لتحديد مدى تحسن الطالب وتطوره.
يتضمن التقويم الواقعي عددا من الأساليب المختلفة لجمع المعلومات عن أداء الطلاب، مثل الاختبارات الكتابية، الاختبارات الشفوية، المشاريع البحثية، التقارير والمقالات، المناقشات الجماعية، التدريبات العملية وغيرها. ويتم تحليل وتقييم هذه البيانات باستخدام معايير وأدوات تقييم موضوعية وواقعية، مثل معايير تقييم الأداء، والتقييم الذاتي، والتقييم المتقابل.
يعتبر التقويم الواقعي مهما لأنه يتيح للطلاب فرصة لتقييم أدائهم بطريقة شاملة وواقعية. ويسمح لهم بتطبيق المفاهيم والمهارات المكتسبة في سياق حقيقي، ويساعد في تحسين مستوى الأداء وزيادة الثقة في القدرات العملية للطالب. كما يعزز التقويم الواقعي قدرة الطالب على التعلم النشط والتفكير النقدي وتحليل المواقف، مما يساعد في تحسين جودة التعليم وتحقيق الأهداف المرسومة.
التقويم المستمر
التقويم المستمر هو نظام تقويم يستخدم في التعليم لتقييم أداء الطلاب ومتابعته بشكل منتظم طوال الفصل أو العام الدراسي. يتميز التقويم المستمر بتوفير رصد مستمر وتحليل دقيق لأداء الطلاب، مما يساعد في تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلاب والتدخل المبكر لتحسين مستواهم الدراسي.
يتضمن التقويم المستمر تقييم الطلاب عن طريق الواجبات المنزلية والاختبارات والتقارير والعروض، إلى جانب الأنشطة الأخرى التي يتم تنظيمها خلال الفصل الدراسي. وباستخدام تقنيات التقويم المستمر، يمكن للمدرسين تحديد نوعية التدريس ومدى فعاليته، وضمان تحسين جودة التعليم وتحقيق الأهداف المرجوة.
تعد فوائد التقويم المستمر كثيرة، فهو يساعد الطلاب في تحسين مستواهم الدراسي وتحقيق النجاح، كما يساعد المدرسين في تحديد نقاط القوة والضعف لدى الطلاب وضمان تحسين جودة التعليم. كما يعزز التقويم المستمر دور الطلاب في تحديد نقاط الضعف وتحديد أولويات التحسين، مما يساعد في تعزيز التفاعل بين المدرسين والطلاب وتحقيق التعلم النشط والفعال.
لماذا يختلف التقويم من معلم لآخر؟
يختلف التقويم من معلم لآخر بسبب عدة عوامل. قد يعتمد المعلمون على نظام التقويم الذي يوافق أسلوبهم التعليمي وفلسفتهم التعليمية. بعض المعلمين يفضلون استخدام التقييم الشكلي، مثل الاختبارات المكتوبة والواجبات المنزلية، بينما يفضل آخرون استخدام التقييم البديل، مثل المشاريع والعروض التقديمية.
كما أن الاختلافات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية بين المدارس والمناطق قد تؤثر على نوعية التقويم المستخدم، ويتم تطوير أنظمة التقويم لتناسب حاجات الطلاب في المجتمعات المختلفة.
علاوة على ذلك، فإن معلمين مختلفين قد يستخدمون نظم تقويم مختلفة بناء على مستوى الصف والموضوع المدرس وأهداف التعلم المحددة للطلاب في تلك الصفوف. يمكن أن تؤدي هذه العوامل إلى تفسيرات مختلفة لأهداف التعلم، وتطوير نظم تقويم مختلفة لتلبية هذه الاحتياجات.
بشكل عام، يختلف التقويم من معلم لآخر بسبب عدة عوامل متنوعة، ولذلك فإنه من المهم الاهتمام بتطوير أنظمة تقويم موحدة تضمن التقييم العادل والشامل والمتسق لجميع الطلاب في المدارس.
خاتمة
يعد التقويم أحد العناصر الرئيسية في العملية التعليمية التعلمية، فهو يتيح للمعلمين والطلاب وأولياء الأمور فهم مدى تحقيق الأهداف التعليمية، كما يساعد في تحسين جودة التعليم. وباستخدام أساليب التقويم المتنوعة، يمكن للمعلمين تقييم الطلاب بطريقة تتناسب مع احتياجاتهم ومواهبهم وقدراتهم، مما يساعدهم على تحقيق أفضل النتائج.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لنظام التقويم الجيد أن يشجع على التعلم المستمر وأن يحفز الطلاب لتحقيق الأهداف التعليمية وتحقيق التحسين المستمر. وبهذا الشكل، يمكن للتقويم أن يساعد في بناء ثقة الطلاب بأنفسهم وتعزيز شعورهم بالانتماء والإنجاز في مجال التعليم.
وختاما، يمكن القول بأن التقويم هو عنصر أساسي في العملية التعليمية، حيث يمكن لنظام التقويم المناسب أن يساعد في تحسين جودة التعليم وتعزيز مهارات الطلاب وثقتهم بأنفسهم. لذلك، يجب على المعلمين والمدارس الاهتمام بتطوير نظم تقويم فعالة وعادلة ومنصفة تتناسب مع احتياجات الطلاب وتساعدهم على تحقيق أهدافهم التعليمية.
المراجع:
- أكراصي، عمر. “التقويم التربوي: نحو الضبط المفاهيمي والفعالية الوظيفية”، البيداغوجي / العدد 5-6 أبريل 2019؛
- المير، بومدين. حاحي، غنية. “التقويم التربوي: مفهومه، أهميته، أهدافه، وأنواعه”، جامعة طاهري محمد بشار:
- https://www.asjp.cerist.dz/en/downArticle/194/17/17/104858#:~:text=إن%20اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ%20اﻟﺘﺮﺑﻮي%20ﻫﻮ%20أﺳﺎس,اﻟﻼ%20زﻣﺔ%20ﻟﻌﻠﻢ%20اﻟﺘﻘﻮﻳﻢ%20اﻟﺘﺮﺑﻮي.
- /القياس-والتقويم.pdf