التعلم القائم على المشاريع : مفهومه، أنواعه، خطواته، خصائصه
في عصرنا الموسوم بالتحول السريع، لم تعد طرق التدريس التقليدية تفي بمتطلبات هذا التحول، ولم تعد قادرة على إعداد الطلبة للعصر الجديد. والمناهج الحديثة تعتبر المتعلم محور العملية التعليمية التعلمية، وهي تسعى لإكسابه مهارات القرن الواحد والعشرين، والقدرة على حل المشكلات والتوافق مع متطلبات العصر. ومن هذه التوجهات الحديثة في طرق التدريس طريقة التعلم القائم على المشاريع (PBL)، وهي إحدى أهم طرق التدريس الحديثة والمتطورة المتعبة في كثير من الدول المتقدمة في التعليم، لذلك سوف نتحدث في هذا المقال عن تطبيق هذه الطريقة المتطورة في الميدان التعليمي، وهي طريقة علمية منظمة لربط التعليم المدرسي بالحياة التي يحياها المتعلم خارج المدرسة وداخلها معا، تستهدف ربط المحيط المدرسي بالمحيط الخارجي. كما تهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين: تقديم محتوى حي للتعليم، وإتباع المجرى الطبيعي لاكتساب المعرفة بدلا من التلقين.
ما هو التعلم القائم على المشاريع ؟
يعرف التعلم القائم على المشاريع بأنه منهج ديناميكي يعتمد على مجموعة من الأنشطة التي يقوم بها الطلاب لأداء مهمات تعليمية من أجل تحقيق أهداف محددة، وهو يعتمد على التعلم النشط و التعليم المتمايز والمجموعات التعاونية وينمي مهارات التفكير الإبداعي والتفكير الناقد والبحث والاستقصاء ليصل الطلاب إلى حل مشكلات وتحديات ترتبط بالعالم الحقيقي من حولهم.
التعلم القائم على المشاريع هو أي عمل ميداني هادف يقوم به المتعلم في البيئة الاجتماعية تحت إشراف المعلم، ويتسم بالناحية العملية، ويخدم المادة العلمية.
وهو أسلوب تعليمي فريد، محوره المتعلم بينما يقتصر دور المعلم على الإشراف، والتوجيه، والمساعدة عند الحاجة. بحيث يقوم التلاميذ بأنشطة ذاتية تحت إشراف المدرس. إنه مجموعة الأنشطة التي يقوم بها الطلبة بشكل فردي أو في مجموعات من أجل تحقيق أهداف محددة على صورة منتج.
وباختصار، التعلم القائم على المشروع (PBL) هو نهج ديناميكي في الفصل الدراسي، يستكشف فيه الطلاب بنشاط مشاكل العالم الحقيقي وتحدياته، ويكتسبون من خلاله المعرفة القابلة للنقل.
أنواع التعلم القائم على المشاريع
يقوم التعلم القائم على المشاريع على نمطين من التعلم، يتحددان بحسب عدد المشاركين، وهما:
التعلم القائم على مشروعات فردية
ويكون العمل في هذا النوع من المشاريع بشكل فردي. أي أن كل طالب يقوم بإعداد مشروع بمفرده، يكون مختلفا عن المشاريع الأخرى، أو قد يكون نفس المشروع، ولكن كل طالب يعمل على مشروعه بشكل منفرد. مثل قيام كل طالب بتحضير الدارة الكهربائية، أو تصميم بناء هندسي، أو إعداد برنامج على الحاسوب، وغيرها.
التعلم القائم على مشروعات جماعية
وهي التي لا يمكن العمل بها بشكل انفرادي، مثل تقديم مسرحية، أو فعالية مدرسية أخرى، فإن ذلك يتطلب مشاركة مجموعة من الطلبة في الإعداد والتنفيذ. هذا من جهة، ومن جهة أخرى قد لا يستطيع المعلم متابعة كل مشروع على حدة لعوامل الوقت وطبيعة المشاريع، مما يؤدي إلى الاعتماد على العمل الجماعي، كما في تصميم رسم هندسي لمدينة سياحية على سبيل المثال.
خطوات التعلم القائم على المشاريع
يتم تنفيذ التعلم القائم على المشروعات وفق أربع خطوات رئيسية، يمكن تحديدها كالتالي:
1. اختيار المشروع
وهي أهم مرحلة من مراحل المشروع، إذ يتوقف عليها مدى جدية المشروع، ولذلك يجب أن يكون المشروع متوافقا مع ميول التلاميذ، وأن يعالج ناحية مهمة في حياتهم، وأن يؤدي إلى خبرة وفيرة متعددة الجوانب، وأن يكون مناسبا لمستواهم، وأن تكون المشروعات المختارة متنوعة، وتراعي ظروف المدرسة والتلاميذ وإمكانيات العمل.
2. التخطيط للمشروع
إذ يقوم التلاميذ بإشراف معلمهم، بوضع الخطة ومناقشة تفاصيلها من أهداف النشاط والمعرفة والمهارات المتصلة به، والصعوبات المحتملة، على أن يقسم المتعلمون إلى مجموعات، وتدون كل مجموعة مهمتها وعملها في تنفيذ الخطة، ويكون دور المعلم في رسم الخطة هو الإرشاد والتصحيح وإكمال النقص فقط.
3. التنفيذ
وهي المرحلة التي تنقل بها الخطة والمقترحات من التفكير والتخطيط إلى التطبيق والأجرأة وإخراج المشروع إلى حيز الوجود، وهي مرحلة النشاط والحيوية، ويبدأ المتعلمون الحركة والعمل، ويقوم كل منهم بالمسؤولية المكلف بها، ودور المعلم تهيئة الظروف، وتذليل الصعوبات، كما يقوم بعملية التوجيه التربوي، ويمنح الوقت المناسب للتنفيذ حسب قدرات كل منهم، ويلاحظهم أثناء التنفيذ ويشجعهم على العمل، ويجتمع بهم، إذا دعت الضرورة لمناقشة بعض الصعوبات، قصد تقويم وتعديل سير المشروع.
4. التقويم
يقصد به تقويم ما وصل إليه المتعلمون أثناء تنفيذ المشروع، والتقويم عملية مستمرة مع سير المشروع منذ البداية، وتتخلل المراحل السابقة، إذ في نهاية المشروع يستعرض كل متعلم ما قام به من عمل، وما استفاده من المشروع. ومن ثم يحكم المتعلمون على المشروع من خلال التساؤلات الآتية:
- إلى أي مدى أتاح لنا المشروع الفرصة لننمي خبراتنا من خلال الاستعانة بالكتب والمراجع؟
- إلى أي مدى أتاح لنا المشروع الفرصة للتدريب على التفكير الفردي والجماعي، في المشكلات الهامة؟
- إلى أي مدى ساعد المشروع على توجيه ميولنا، واكتساب ميول واتجاهات جديدة مناسبة؟
وبعد عملية التقويم الجماعي يمكن أن تعاد خطوة من خطوات المشروع، أو يعاد المشروع ككل بصورة أفضل، بحيث يعمل المتعلمون على تجنب الأخطاء السابقة.
خصائص التعلم القائم على المشاريع
يتصف المشروع كإستراتيجية في التدريس بالخصائص الآتية:
يلبي حاجات الطلاب وميولهم ورغباتهم
يستنتج مما سبق أنه حتى يبذل المتعلم جهدا مناسبا؛ لإنجاح المشروع، يجب أن يجيء المشروع ملبيا لحاجاتهم، وميولهم، ورغباتهم غير ثابتة، وتتغير بتغير المعرفة المتراكمة وبتغير البيئة؛ لذلك فإن المشاريع تختلف من مدرسة إلى أخرى كما تختلف من زمن إلى آخر في المدرسة ذاتها، وذلك لأن المنهج يجب أن ينبع من رغبات المتعلمين، واقتراحاتهم ويشاركوا في بنائه.
تدعم المشاريع خاصية التكامل بين المواد: (المنحى التكاملي)
وهذا يعني أنه لا تدرس المادة بشكل مستقل عن بقية المواد الدراسية، ولكنه قد تغلب بعض المواد الدراسية على المواد الأخرى، فالمشروع قد تطغى عليه الصفة العلمية، أو الصفة الدينية، أو الجغرافية، ولكن ليس بمعزل عن بقية المواد الدراسية.
كما أن المتعلم في هذه المشاريع يتعلم مختلف المواد الدراسية دون التقيد بالحواجز الفاصلة الموجودة بين المواد، حيث يكتسب المعلومات من خلال مروره بالخبرات العلمية وليس عن طريق تلقيها من قبل المعلم.
يسمح بتكوين علاقات اجتماعية بين المتعلمين
وذلك لأن المشروع قد يعمل فيه مجموعة من المتعلمين، وهذا يتطلب التعاون والمساعدة وتقدير كل جهد مبذول من كل متعلم، مما يبعث على الألفة والمساعدة وتكوين العلاقات الإنسانية بين المتعلمين، كما يمكن أن يمتد العمل في المشروع إلى خارج المدرسة مما يتطلب تكوين علاقات اجتماعية مع البيئة المحلية ومع أفراد المجتمع، كل من أجل إنجاز المشروع.
يحقق النمو العقلي والمهاراتي
تركز المناهج الدراسية في الغالب على تحقيق النمو المعرفي عند المتعلم، حيث أن المشاريع تتطلب جوانب معرفية، مع تنمية المهارات العملية، وذلك لأن المشاريع تستوجب القيام ببعض الأعمال اليدوية بإتقان، وبالتالي فإنها تنمي النواحي العقلية والعملية بالإضافة إلى الناحية الاجتماعية والانفعالية، وهذا يعني أن المشاريع تساهم في بناء الإنسان المتكامل من الناحية العقلية، والنفسحركية والانفعالية والاجتماعية.
وكثيرا ما يتميز التعلم القائم على المشاريع بالخصائص التالية:
متعدد التخصصات
نادرا ما يتم حل تحديات العالم الحقيقي باستخدام المعلومات أو المهارات من مجال موضوع واحد. في التعلم القائم على المشاريع PBL، تتطلب المشاريع من الطلاب استخدام معرفة المحتوى والمهارات من مجالات أكاديمية متعددة للمشاركة في الاستفسار وبناء الحلول وبناء المنتجات.
الصرامة
غالبا ما تتطلب التحديات الواردة في PBL تطبيق المعرفة والمهارات، وليس فقط التذكر أو الاسترجاع. وعادة ما تكون الخطوات الأولى للطلاب هي الانخراط في عملية التنفيذ، وهذا يؤدي إلى تعلم أعمق للمحتوى الأكاديمي، وأيضا استخدام المحتوى في تطبيقات العالم الحقيقي. ويؤدي هذا بعد ذلك إلى وضع حلول تعالج المشاكل التي تتحدى المشروع، و إلى إنشاء منتجات لإيصال الحلول إلى الجمهور.
مركزية المتعلم
في PBL، ينتقل دور المعلم من مقدم المحتوى إلى ميسر أو مدرب أو مدير المشروع. يعمل الطلاب بشكل أكثر استقلالية، حيث يقدم المعلم الدعم فقط عند الحاجة.
ومن خصائص التعلم القائم على المشاريع كذلك أنه:
- يضيف نوعا من المتعة والحيوية للتعلم.
- يشرك المتعلمين في نشاطات في العالم الحقيقي.
- يعمل فيه المتعلمون بشكل تعاوني لحل المشكلات.
- يجعل المتعلمين مسؤولين عن إدارة وتصميم تعلمهم.
- ترتبط فيه مخرجات المشروع بأهداف محددة.
- يمكن المتعلمين من الخروج بمنتج نهائي وتقويمه.
مزايا التعلم القائم على المشاريع
للتعلم القائم على المشروعات مزايا عديدة، فمن أبرز هذه المميزات أنه:
- يجعل المتعلمين متعودين على البحث المنظم، سواء أكان ذلك في المدرسة، أو خارجها؛
- يُعوِّد الطلبة على التعلم التعاوني، إذ يشاركون فيه كل حسب قدراته؛
- تتيح التعلم بالمشروع الظروف التي تظهر وتراعي الفروق الفردية بين المتعلمين؛
- يثير في المتعلم حب الاستطلاع والشعور بالمسؤولية، ويعزز الثقة بالنفس؛
- يُعوِّد المتعلم على الربط بين النظر والعمل، وبين الفكر والممارسة؛
- يعزز في المتعلم القدرة على العمل والنشاط الذاتي؛
- يساعد على تعديل سلوك المتعلم نحو الأفضل؛
- يُعوِّد المتعلم على حب التعاون والعمل الجماعي الهادف؛
- يجعل المتعلم محور العملية التعليمية بدلا من المعلم، فهو الذي يختار المشروع وينفذه تحت إشراف المعلم؛
- كما يضمن التعلم القائم على المشاريع اتصال المواد الدراسية مع بعضها البعض.
زيادة على ما ذكرناه، فإن من مزايا التعلم القائم على المشروعات أيضا ما يلي:
- ينمي التعلم القائم على المشاريع PBL روح العمل الجماعي، كما هو الحال في المشاريع الجماعية، وروح التنافس الحر الموجه في المشاريع الفردية؛
- يشجع على تفريد التعليم ومراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين؛
- يجعل من المتعلم محور العملية التعليمية بدلا من المعلم، فهو من يختار المشروع وينفذه تحت إشراف المعلم؛
- يعمل PBL على إعداد الطالب وتهيئته خارج أسوار المدرسة، بحيث يترجم ما تعلمه نظريا إلى واقع ملموس، ويشجعه على العمل والإنتاج؛
- ينمي عند الطالب الثقة بالنفس وحب العمل، ويشجعه على الابتكار والإبداع وتحمل المسؤولية، وكل ما يساعده في حياته العلمية.
أهداف التعلم القائم على المشاريع
تعتمد أهداف التعلم القائم على المشاريع على العديد من الجوانب المتعلقة بالتعلم والتطوير الشخصي. وفيما يلي بعض الأهداف الرئيسية لهذا النوع من التعلم:
- تعزيز المهارات الفنية والمهنية: يساعد التعلم من خلال المشاريع في تطوير وتحسين المهارات الفنية والمهنية المطلوبة في مجال معين. على سبيل المثال، إذا كنت تعمل على مشروع برمجي، فإن الهدف قد يكون تحسين مهارات البرمجة وتطوير البرمجيات؛
- تطوير مهارات العمل الجماعي: يشجع التعلم من خلال المشاريع على التعاون والعمل الجماعي، حيث يتعين على الأفراد العمل سوياً لإكمال المشروع بنجاح. هذا يشمل مهارات التواصل، وإدارة الوقت، وحل المشاكل، والتفاوض؛
- تنمية المهارات الإبداعية: يوفر التعلم من خلال المشاريع بيئة مثالية للتفكير الإبداعي وتنمية الأفكار الجديدة. يمكن للمشاريع أن تحتاج إلى حلول مبتكرة وأفكار مبدعة من أجل تحقيق الأهداف المحددة؛
- تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية: يمكن للمشاريع أن تساعد في تحقيق أهداف شخصية ومهنية محددة. على سبيل المثال، قد تكون الهدف من مشروع التعلم إكمال مشروع شخصي أو بناء محفظة عمل قوية من أجل تعزيز فرص التوظيف؛
- تعزيز الثقة بالنفس: يمكن للتعلم من خلال المشاريع أن يساعد في بناء الثقة بالنفس، حيث يتيح للأفراد تجربة مهام جديدة وتحقيق النجاح فيها؛
- تعلم التخطيط والتنظيم: يشجع التعلم من خلال المشاريع على تطوير مهارات التخطيط والتنظيم، حيث يتعين على المشاركين في المشروع تحديد أهدافهم ووضع خطط لتحقيقها وتنظيم وقتهم ومواردهم بفعالية؛
- تحسين مهارات حل المشاكل: يتطلب التعلم من خلال المشاريع التفكير النقدي ومهارات حل المشاكل، حيث يجب على المشاركين في المشروع التعرف على التحديات التي تواجههم وابتكار الحلول المناسبة لها.
باختصار، يتيح التعلم من خلال المشاريع فرصة للأفراد من أجل تطوير مجموعة متنوعة من المهارات والقدرات الشخصية والمهنية، مما يساهم في نموهم الشخصي والمهني.
استراتيجية المشروعات
تُعدّ استراتيجية المشروعات نهجًا تعليميًا يُركز على إشراك الطلاب في مشاريع واقعية تتطلب مهارات التفكير النقدي وحلّ المشكلات والتعاون. كما تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحفيز الطلاب على التعلّم من خلال المشاركة في أنشطة تفاعلية ذات معنى، بدلاً من الاعتماد على التلقين السلبي للمعلومات.
مثال على استراتيجية المشروع
- مشروع تصميم وبناء روبوت: يُطلب من الطلاب تصميم وبناء روبوت يمكنه أداء مهمة محددة، مثل التقاط كائن أو عبور مسار مُحدد.
أمثلة التعلم بالمشاريع
- إنشاء مجلة علمية: يُطلب من الطلاب كتابة مقالات علمية حول موضوعات مُختارة، ثمّ تجميعها في مجلة علمية تُعرض على زملائهم.
- إجراء مسح اجتماعي: يُطلب من الطلاب تصميم استبيان حول موضوع اجتماعي مُحدد، ثمّ جمع البيانات وتحليلها وتقديمها في تقرير.
فوائد التعلم بالمشاريع:
- تحفيز التعلم: تُشّجع استراتيجية المشروعات الطلاب على المشاركة الفعّالة في العملية التعليمية، مما يُحسّن من دافعيتهم للتعلم.
- تنمية المهارات: تُساعد استراتيجية المشروعات الطلاب على تنمية مهارات التفكير النقدي وحلّ المشكلات والتعاون والتواصل.
- ربط التعلم بالحياة الواقعية: تُتيح استراتيجية المشروعات للطلاب تطبيق ما تعلّموه في مواقف واقعية، مما يُساعدهم على فهم المفاهيم بشكل أفضل.
تُعدّ استراتيجية المشروعات نهجًا تعليميًا فعالًا يُساعد الطلاب على التعلّم بشكل أفضل من خلال المشاركة في أنشطة تفاعلية ذات معنى.
عيوب وتحديات التعلم القائم على المشاريع
رغم المزايا العديدة للتعلم القائم على المشاريع، إلا أن تطبيقه في الواقع التربوي يواجه عددا من التحديات، وتشوبه جملة من العيوب، ومن أهم عيوب وتحديات التعلم القائم على المشاريع، نذكر ما يلي:
- صعوبة تحقيق المشاريع؛
- قلة المعلومات، أو المادة العلمية التي يمكن أن يفهمها المتعلمون عند استخدام هذا النوع من التعلم؛
- يحتاج التعلم القائم على المشروعات إلى الإمكانات، ويتطلب معلما مدربا بكفاءة عالية؛
- قد لا يوفق المعلم في اختيار المشكلة اختيارا حسنا، وقد لا يستطيع تحديدها بشكل يتلاءم ونضج المتعلمين؛
- يستلزم إعادة توزيع جدول الدروس، وتنظيم اليوم الدراسي بطريقة ملائمة، قد لا يتمكن منها بعض مدراء الدراسة؛
- قصوره عن تمكين المتعلمين من التعمق في المادة؛
- افتقار هذا النوع من التعلم إلى التنظيم والتسلسل؛
- المبالغة في إعطاء الحرية للتلاميذ، وتركيز العملية حول ميولهم، وترك القيم الاجتماعية والاتجاهات الثقافية للصدفة وحدها.
وبالإضافة إلى العيوب والتحديات السابقة، فهناك العديد من العوامل التي تؤثر في طبيعة التعلم بالمشاريع ونوعه، يمكن إيجازها بما يلي:
- طبيعة المشروع؛
- إمكانيات الطلبة وقدرتهم على تنفيذ المشروع؛
- توفر المستلزمات والوسائل المناسبة لإنجاز المشروع؛
- المرحلة الدراسية؛
- قدرة المدرس على متابعة المشاريع؛
- حجم الوقت المخصص لمتابعة المشاريع؛
- الإمكانيات المادية؛
- مستوى التطور.
الفرق بين المشروع والتعلم المستند إلى المشروع
المشروع هو عمل يشتمل على أنواع متعددة، منظمة ومتكاملة من النشاط التعلمي الذي يقوم فيه المتعلم، أو مجموعة من المتعلمين بدراسة ظاهرة ما أو مشكلة ما، أو أداء مجموعة من الأعمال وتنفيذها في بيئة مماثلة للبيئة الخارجية، مثل تنظيم المشروعات التوعوية والإرشادية … إلخ، بحيث تتضمن إجابة عن سؤال محدد، ويجمعون حولها المعلومات، ويراجعون الأدبيات، ويستخدمون أدوات مناسبة لاستقصاء موضوع الدراسة، وتحليل النتائج، والخروج بفكرة مبتكرة أو تصميم نموذج لها وتقويمها، ثم كتابة تقرير كامل حول سير المشروع ونتائجه.
أما التعلم المستند إلى المشاريع فيعرف بأنه طريقة تعليمية محددة بفترة زمنية لتحقيق غرض محدد، بشكل فردي أو جماعي، تقوم على ميول المتعلمين واحتياجاتهم وتحت إشراف المعلم بما يخدم المادة العلمية في البيئة الاجتماعية، لاكتساب المعرفة والمهارات التي تحقق أهداف المنهج الدراسي.
قسم كيلباترك المشاريع إلى أربعة أنواع هي:
مشاريع بنائية (إنشائية)
وهي مشروعات ذات صبغة علمية، وتهدف إلى العمل والإنتاج وصناعة الأشياء، مثل صناعة بعض الأشياء البسيطة في مواد العلوم، )كصناعة الزيوت النباتية، وصناعة الصابون، وتربية الحيوانات الأليفة).
مشاريع ترفيهية
وهي مشروعات تطبيقية وترفيهية، حيث يتعلم التلاميذ فيها من خلال المتعة التي تقدمها لهم هذه المشروعات التي تكون على شكل رحلات تعليمية، وزيارات ميدانية، تحدد أهدافها لتخدم مجال الدراسة، مثل اصطحاب التلاميذ إلى المتحف لإطلاعهم على صناعات الإنسان القديم وكيفية تطورها على مر العصور.
المشاريع التي تكون في صورة مشكلات
تهدف هذه المشروعات إلى دفع التلاميذ إلى التفكير المبدع، عن طريق عرض مشكلة عليهم ودفعهم لمحاولة معرفة مسبباتها للقضاء عليها، مثل مشروع تربية الدواجن لأجل القضاء على الذباب والحشرات في المدرسة.
المشاريع التي تهدف إلى اكتساب مهارات معينة
الغرض من هذه المشروعات التعرف على بعض المهارات العلمية أو المهارات الاجتماعية واكتسابها، مثل مشروع قياس درجة الحرارة والضغط الجوي والرطوبة، ورسم الخارطة الجوية للمنطقة؛ للتنبؤ بالحالة الجوية. أو مشروع استخدام البوصلة والخارطة للوصول إلى نقطة معينة، أو لحساب المسافة بين مدينتين. أو مشروع إسعاف المصابين وغيره…
ونستنتج مما سبق أن كثيرا من المشاريع قد تجمع أكثر من نوع من الأنواع السابقة، فمن خلال بعض المشاريع يقوم المتعلم بالبحث لحل مشكلة معقدة، ويقوم برحلات ميدانية لحلها، وقد ينتج منتجا أيضا، ومن خلال ذلك كله يكتسب مهارات ومعارف جديدة.
خاتمة
التعلم أساس نمو الفرد وطريق بناء شخصيته، وثمة خصائص فيه لا يمكن إنكارها، فالتعلم يقوده الفضول، وهو تفاعل بين الخبرة الشخصية والمعرفة الاجتماعية، والأدب التربوي يحتوي على عدد كبير من طرق واستراتيجيات التدريس منها التعلم القائم على المشاريع (PBL).
وللتعلم القائم على المشاريع أهمية بالغة في بث الإيجابية وروح الاستكشاف في المتعلم، والمشاركة البناءة مع زملائه في فريق العمل، إلى جانب التأكيد على العمل بروح الفريق الواحد للوصول إلى الهدف، وتنمية الإبداع وتقديم حلول تتميز بالأصالة للمشكلات. والتعلم بالمشاريع مليء بالمشاركة الايجابية والتعلم النشط، فهو يمد الطلبة بمعرفة أعمق بالمواد التي يدرسونها، إذ تترسخ المعرفة التي يحصل عليها الطلبة بالبحث؛ مقارنة مع المعلومات التي يحصلون عليها بالطرق التقليدية القائمة على التلقين.
كل هذا يحتم على المربي أن ينفتح على التعلم القائم على المشاريع (PBL) ، ويطبقه في الفصل مع متعلميه، باعتباره واحدا من أهم طرق واستراتيجيات التدريس الحديثة المتمركزة حول المتعلم.
المصادر:
- بركات، زياد سعيد. “فاعلية إستراتيجية التعلم بالمشاريع في تنمية مهارات تصميم الدارات المتكاملة لدى طلبة الصف العاشر الأساسي”، بحث لنيل درجة الماجستير في المناهج وطرق التدريس/تكنولوجيا التعليم بكلية التربية في الجامعة الإسلامية بغزة، 2013م.
- الصبحي، ندى صالح محمد. وخياط، عالية محمد محمد. “التعليم القائم على المشاريع في الولايات المتحدة الأمريكية وإمكانية الاستفادة منه في المملكة العربية السعودية: دراسة مقارنة”، المجلة العربية للنشر العلمي، العدد السادس والعشرون، تاريخ الإصدار: 2 – كانون الأول – 2020 م.
- https://shms-prod.s3.amazonaws.com/media/editor/151065/دورة_استراتيجية_التعلم_بالمشاريع.pdf
- https://www.trueeducationpartnerships.com/schools/a-guide-to-using-project-based-learning-in-the-classroom/