مهارات الفهم القرائي : قائمتها و طرق تعزيزها
تعدّ مهارات الفهم القرائي أساسية في تنمية القدرات اللغوية والعقلية للفرد. إن القراءة ليست مجرد فعل ميكانيكي لفهم الكلمات، بل هي تجربة غنية تتطلب تنمية مهارات فهم متقدمة. القراءة عملية تفاعل بين القارئ والنصوص، وتشمل مجموعة من المهارات التي تمكن القارئ من استيعاب الأفكار والمعلومات الواردة في النص. يتعلق الأمر بأكثر من معرفة الكلمات بلغتنا، فهو يتعلق بالقدرة على استيعاب المعاني والفهم العميق للمحتوى.
كما تعدّ مهارات الفهم القرائي أحد العناصر الأساسية في تطوير مهارات القراءة لدى الأفراد، حيث تسهم في تحسين الفهم العام وفهم المعاني أو المضامين المتنوعة. في هذا السياق، يتعين على المثقفين والتربويين الاهتمام بتحديد هذه المهارات وتعزيزها بطرق فعّالة. في هذه المقالة، سنلقي نظرة على قائمة مهارات الفهم القرائي ونستكشف الطرق التي يمكن من خلالها تعزيز هذه المهارات.
تعريف الفهم القرائي
الفهم القرائي هو القدرة على استيعاب وفهم المعاني أو المفاهيم الموجودة في النصوص المكتوبة. يشمل هذا المفهوم عدة جوانب تتعلق بالقدرة على تحليل الكلمات، وتفسير الجمل، واستنتاج المعاني الخفية والمعلومات الرئيسية من النص. كما يعتبر الفهم القرائي مهارة أساسية في عملية القراءة، حيث يساعد القارئ على التفاعل بفعالية مع المحتوى واستيعاب الأفكار والمعلومات المقدمة.
الفهم القرائي لا يقتصر على القدرة على فهم الكلمات فقط، بل يتعدى ذلك ليشمل التحليل العميق للنصوص والتفكير النقدي حيال المحتوى. كما يشمل هذا أيضا القدرة على وضع الكلمات في سياقها الصحيح وتوظيفها من أجل فهم العلاقات اللغوية والمعنويّة بينها.
القراءة تمثل وسيلة للتواصل بين الكاتب والقارئ، والفهم القرائي يجسد تلك التفاعلية بتحويل الرموز المكتوبة إلى معانٍ وأفكار يمكن استيعابها وتحليلها. ويعتبر تطوير مهارات الفهم القرائي أمرا حيويا لتحقيق التفوق الأكاديمي والتفاعل الفعّال مع النصوص في مختلف مجالات الحياة.
قائمة مهارات الفهم القرائي
يمكن إجمال قائمة مهارات الفهم القرائي في ثلاث مهارات أساسية تكون جوهر الفهم القرائي، وتتمثل أساسا في:
- مهارات فهم المقروء: وتتعلق بقدرة الفرد على فهم الكلمات والجمل أو الفقرات بشكل صحيح وفهم المعاني الأساسية للنص؛
- مهارات الفهم النقدي: تشمل قدرة القارئ على تقييم المعلومات وتحليلها بشكل نقدي، مما يعزز الفهم العميق للمحتوى؛
- تنمية المهارات الأساسية للقراءة: وتشمل فهم الحروف والكلمات أو الجمل، وهي الأساس لفهم المحتوى الكتابي بشكل كامل.
وتتمثل مهارات الفهم القرائي عموما في القدرة على:
- فهم المعنى السطحي للنص: وهو فهم الكلمات والجمل أو الفقرات بشكل مباشر؛
- فهم المعنى العميق للنص: وهو فهم العلاقات بين الأفكار والمعلومات الواردة في النص؛
- فهم المعنى النقدي للنص: وهو القدرة على الحكم على مدى صحة الأفكار والمعلومات الواردة في النص، ومدى ملاءمتها للسياق.
طرق تعزيز وتطوير مهارات الفهم القرائي
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تعزيز مهارات الفهم القرائي، ومنها:
- توفير فرص للقراءة: وذلك من خلال توفير الكتب والمجلات والصحف للأطفال أو الطلاب، وحثهم على القراءة بانتظام؛
- تنمية المفردات اللغوية: وذلك من خلال تعليم الطلاب الكلمات الجديدة واستخدامها في السياق المناسب؛
- تدريب الطلاب على مهارات التفكير العليا: وذلك من خلال تعليمهم كيفية طرح الأسئلة وتحليل المعلومات وحل المشكلات؛
- استخدام استراتيجيات الفهم القرائي: وهي مجموعة من الخطوات التي تساعد القارئ على فهم النص بشكل أفضل، مثل استراتيجيات ما قبل القراءة واستراتيجيات أثناء القراءة واستراتيجيات ما بعد القراءة.
بالإضافة إلى استخدام استراتيجيات أخرى لعل أبرزها:
- استراتيجية تنال القمر: تعتبر هذه الاستراتيجية أداة فعّالة من أجل تنمية مهارات الفهم القرائي، حيث تركز على تحليل النص وفهمه بطرق مبتكرة؛
- استراتيجية الوسائط المتعددة: يمكن أن تكون الصور والصوتيات أو الفيديوهات وسائل فعّالة لتحفيز الفهم القرائي وجعل العملية أكثر إشراكًا؛
- استراتيجية النصوص الإثرائية: تشمل هذه النصوص موادا ذات مستوى أعلى من التحدي، مما يحفز القارئ لتطوير قدراته الفهمية.
أثر استخدام هذه الطرق
أثر استخدام استراتيجية تنال القمر على تنمية مهارات الفهم القرائي
تعد استراتيجية تنال القمر من الاستراتيجيات الفعالة في تنمية مهارات الفهم القرائي، وهي استراتيجية تعتمد على خطوات تشبه مراحل القمر، وهي كالتالي:
- مرحلة اكتمال القمر: وفي هذه المرحلة يتعرف الطلاب على العنوان والمقدمة والموضوع الرئيسي للنص؛
- مرحلة البدر: وفي هذه المرحلة يقرأ الطلاب الفقرات الأولى من النص ويحددون الأفكار الرئيسية؛
- مرحلة الربع الأول: وفي هذه المرحلة يقرأ الطلاب الفقرات الوسطى من النص ويحددون الأفكار الرئيسية؛
- مرحلة الربع الأخير: وفي هذه المرحلة يقرأ الطلاب الفقرات الأخيرة من النص ويحددون الأفكار الرئيسية؛
- مرحلة المحاق: وفي هذه المرحلة يجمع الطلاب الأفكار الرئيسية ويربطونها معًا لتكوين فهم شامل للنص.
فاعلية استخدام الوسائط المتعددة في تنمية مهارات الفهم القرائي
تشير الدراسات إلى أن استخدام الوسائط المتعددة في تعليم القراءة له أثر إيجابي على تنمية مهارات الفهم القرائي، وذلك لأن الوسائط المتعددة تسهم في جذب انتباه الطلاب وإثارة اهتمامهم، كما أنها تساعدهم على فهم النص بشكل أفضل من خلال تقديم المعلومات بطريقة مرئية وصوتية.
نصوص إثرائية لتعزيز مهارات الفهم القرائي
يمكن استخدام النصوص الإثرائية لتطوير مهارات الفهم القرائي، وذلك من خلال اختيار نصوص ذات مستوى مناسب للطلاب، وتحتوي على أفكار جديدة ومثيرة للاهتمام. ويمكن استخدام هذه النصوص في أنشطة مختلفة، مثل مناقشة النص مع الطلاب، أو طرح الأسئلة حوله، أو كتابة ملخص للنص.
يمكن أن يؤدي استخدام استراتيجية تنال القمر والنصوص الإثرائية إلى تحسين ملحوظ في مستوى مهارات الفهم القرائي. كما أظهرت الأبحاث فعالية استخدام الوسائط المتعددة في تحسين التفاعل والفهم العميق للمحتوى.
المهارات الأساسية للقراءة
تعتبر المهارات الأساسية للقراءة من العناصر الأساسية في تطوير فهم اللغة المكتوبة والتفاعل مع النصوص. كما تتضمن المهارات الأساسية للقراءة مجموعة من المهارات التي يجب أن يتقنها الطلاب قبل أن يتمكنوا من فهم النصوص، وتختصر هذه المهارات فيما يلي:
- التعرف على الحروف والكلمات؛
- معرفة أصوات الحروف والكلمات؛
- معرفة قواعد الإملاء والنحو؛
- فهم الكلمات واستخدامها في السياق المناسب.
ولمزيد من التوضيح، إليك بعض المهارات الرئيسية التي تشكل أساسا لعملية القراءة:
- 1. مهارات التمييز: القدرة على التمييز بين الحروف والكلمات والجمل، وفهم الفواصل بينها؛
- 2. مهارات الفهم اللغوي : القدرة على فهم المفردات والتراكيب اللغوية المستخدمة في النص؛
- 3. التمييز بين الصوتيات : القدرة على التمييز بين الأصوات المختلفة وفهم تأثيرها على المعاني؛
- 4. فهم السياق : القدرة على وضع الكلمات والجمل في السياق الصحيح لفهم المعنى؛
- 5. تحليل الجمل : القدرة على تحليل بنية الجمل وفهم العلاقات اللغوية بين مكوناتها؛
- 6. فهم القواعد اللغوية : القدرة على فهم القواعد اللغوية الأساسية، مثل قواعد الإملاء والقواعد النحوية؛
- 7. فهم الرموز والرموز اللغوية : القدرة على تفسير الرموز والعلامات المستخدمة في اللغة المكتوبة؛
- 8. توسيع المفردات : تطوير مفردات اللغة لتعزيز فهم معاني الكلمات؛
- 9. التركيز والانتباه : القدرة على الانتباه والتركيز على النص أثناء القراءة؛
- 10. سرعة القراءة : تحقيق توازن بين فهم النص وسرعة القراءة لتحقيق فعالية أكبر؛
- 11. التفكير النقدي : القدرة على التفكير بشكل منطقي وتقييم المحتوى الذي يتم قراءته.
يستلزم تطوير هذه المهارات التدريب والممارسة المستمرة، ويمكن تعزيزها من خلال قراءة متنوعة ومناقشة الأفكار مع الآخرين. القراءة النشطة والاهتمام بتحسين هذه المهارات تسهم في تطوير القدرة على التعلم والتواصل بفعالية أكبر.
مهارات فهم المقروء
تعد مهارات فهم المقروء امتدادًا للمهارات الأساسية للقراءة، وهي تتضمن مجموعة من المهارات التي تمكن القارئ من استيعاب الأفكار والمعلومات الواردة في النص، وهذه المهارات هي:
- فهم المعنى السطحي للنص؛
- فهم المعنى العميق للنص؛
- فهم المعنى النقدي للنص.
مهارات فهم المقروء هي عنصر أساسي في عملية القراءة، حيث تساعد في فهم المعاني والمفاهيم المدرجة في النصوص. إليك قائمة بالمهارات الأساسية العشر التي تساهم في فهم المقروء:
- 1. تحليل النص : القدرة على تحليل الجمل والفقرات لفهم كيفية تركيبها وتنظيمها؛
- 2. استخلاص المعاني : القدرة على استخلاص الأفكار والمعلومات الرئيسية من النص؛
- 3. فهم العلاقات : القدرة على فهم العلاقات بين الأفكار والتوصل إلى معنى متكامل؛
- 4. تحديد الأفكار الرئيسية : القدرة على تحديد الأفكار الرئيسية والتفاصيل الداعمة في النص؛
- 5. فهم الغرض : القدرة على تحديد الغرض من النص والتعرف على أهداف الكاتب؛
- 6. توسيع المفردات : تحسين مفردات القارئ لفهم الكلمات المستخدمة في النص؛
- 7. التفكير النقدي : القدرة على التفكير بشكل منطقي وتقييم المحتوى بناءً على معايير منطقية؛
- 8. التمييز بين الحقائق والآراء : القدرة على التمييز بين المعلومات الواقعية وآراء الكاتب؛
- 9. التحليل النصي : القدرة على فحص العناصر اللغوية والأساليب المستخدمة في النص؛
- 10. التعامل مع المصطلحات : القدرة على فهم المصطلحات الخاصة بموضوع النص.
يتطلب تعزيز هذه المهارات ممارسة مستمرة وتفاعلية مع مجموعة متنوعة من النصوص. يمكن تحقيق ذلك من خلال قراءة متنوعة، مناقشة الأفكار مع الآخرين، واستخدام أدوات تعليمية مثل القواميس والمفردات لتعزيز فهم المقروء. تطوير مهارات فهم المقروء يعزز ليس فقط القدرة على القراءة، بل ويسهم في تطوير التفكير النقدي والفهم العميق للمحتوى.
الخطة العلاجية لدعم مهارات الفهم القرائي
يمكن إعداد خطة علاجية لدعم مهارات الفهم القرائي للطلاب الذين يعانون من صعوبات في هذه المهارات، وذلك عبر تطبيق خطة تدريبية خاصة تستهدف تحسين نقاط الضعف في مهارات الفهم القرائي لدى الأفراد. وتتضمن هذه الخطة مجموعة من الإجراءات، مثل:
- تحديد أسباب صعوبات الفهم القرائي للطلاب؛
- تصميم أنشطة تعليمية وعلاجية تستهدف تنمية المهارات القرائية للطلاب؛
- متابعة الطلاب بشكل مستمر لتقييم مدى تقدمهم.
ملخص
مهارات فهم المقروء هي مجموعة من المهارات التي تمكن القارئ من استيعاب الأفكار والمعلومات الواردة في النص.
يعد تعزيز مهارات الفهم القرائي أمرا أساسيا لتحسين جودة القراءة والفهم الشامل. فمن خلال تبني الطرق المناسبة واستخدام الاستراتيجيات الفعّالة، يمكن تطوير مهارات الفهم القرائي وتحفيز الأفراد لاستكشاف عوالم جديدة من خلال القراءة.
إن فهم القراءة يمثل شرطا أساسيا في تحقيق النجاح الأكاديمي والمهني. فمن خلال تنمية مهارات الفهم القرائي، يمكن للأفراد تحسين قدراتهم على فهم الأفكار والتعامل مع التحديات بشكل أفضل. كما أن استثمار الوقت والجهد في تحسين هذه المهارات يعزز التعلم الفعّال ويفتح أفقا واسعا للتفكير الإبداعي والتحليلي.
يمكن إذن تحقيق تطوير مهارات الفهم القرائي من خلال تحفيز الفرد على القراءة النشطة والتفكير النقدي. لذلك يجب تحفيز الفضول والاهتمام بالمواضيع المختلفة وتقديم بيئة تعلم مناسبة
المصادر
- جيمس هاريس ومارلين سميث؛ “الفهم القرائي: مقدمة للنظرية والممارسة”؛ (1980)؛
- منى عبد اللطيف؛ “القراءة والكتابة في الطفولة والمدرسة”؛ (2010)؛
- إيمان إسماعيل؛ “مهارات القراءة: تنمية وتطوير”؛ (2013)؛
- محمد عبد الرحمن ومحمد. فريد؛ “مستويات الفهم القرائي: دراسة نظرية وتطبيقية”؛ (2016).