نظرية الذكاءات المتعددة : تعريفها وأنواعها
تعد نظرية الذكاءات المتعددة من أهم النظريات السيكولوجية والتربوية المعاصرة. وقد جاءت كرد فعل على التصور البياجوري الذي يؤمن بأحادية الذكاء الرياضي المنطقي … وعلى العكس، تؤمن نظرية الذكاءات المتعددة -التي تبلورت في ثمانينيات القرن الماضي مع هووارد غاردنر- بوجود ذكاءات متعددة ومتنوعة ومستقلة لدى المتعلم، يمكن صقلها وشحذها عن طريق التشجيع والتحفيز والتعليم والتدريب، وتنمية المواهب والعبقريات والمبادرات. بمعنى أن نظرية الذكاءات المتعددة تؤمن بعبقرية المتعلم. [1]
تعريف الذكاءات المتعددة
الذكاء هو مصطلح يصعب تحديده ويؤدي إلى خلاف بين العلماء, بالمعنى المعروف , أنه القدرة العقلية العامة للتعلم وتطبيق المعرفة في تلاعب البيئة , والقدرة العقلية على التفكير المجرد.
وأن الذكاءات يمكن أيضا أن ينظر إليها من مجموعة متنوعة من النهج , فهي المنهج لنظرية التعلم , المنهج لنظرية العصبية الحيوية , المنهج لنظرية التكهُن النفسي….. ويقول ألفريد بينيه من زعيم قياس الذكاءات أن الذكاءات هي القدرة التي تتكون من ثلاثة عناصر , وهي القدرة على توجيه الأفكار أو الإجراءات , القدرة على تغيير اتجاه الفكر أو الإجراءات , القدرة على انتقاد الأفكار وإجراءات أنفسهم أو انتقادات ذاتي …
أما عند جاردنر الذكاء بأنه : “قدرة أو إمكانية بيولوجية نفسية كامنة لمعالجة اللمعلومات , التي يمكن تنشيطها في بيئة ثقافية لحل المشكلات أو إيجاد تناجات لها قيمة في ثقافة ما ” وهذا التعريف يوحي بأن الذكاء عبارة عن إمكانية أو قدرات عصبية يتم تنشيطها أو لا يتم تنشيطها , وذلك يتوقف على قيم ثقافة معينة, وعلى الفرص المتاحة في تلك الثقافة , والقرارات الشخصية التي يتخذها أفراد الأسر ومعلمو المدارس.” [2]
أنواع الذكاءات المتعددة
مثل ما يوجد تعاريف متنوعة ومتعددة للذكاء هناك أنواع مختلفة لها، ومن بين أهم هذه الأنواع ما يلي:
الذكاء اللغوي:
يعد الذكاء اللغوي أحد المفاهيم التي لقيت اهتماما بالغا وكبيرا من طرف علماء النفس والتربية منهم”جاردنر الذي جاء بنظرية الذكاءات المتعددة ,قام من خلالها بتقسيم الذكاء إلى ثمانية فئات والتي كان من بينها الذكاء اللفظي، اللغوي والذي كان حسب رأيه هو المهارات اللغوية والقدرة على اللعب بالكلمات بالإضافة إلى نمو مهاراتهم السمعية بسرعة كبيرة.
الذكاء اللغوي أو كما يطلق عليه الذكاء اللفظي يتضمن معالجة البناء اللغوي والصوتيات والمعاني بهدف البلاغة، أو البيان، أو التذكر، أو التوضيح، أي باختصار هو استخدام الكلمات بكفاءة شفهية، ويرى هذا النوع من الذكاء بوضوح عند المؤلف والكاتب والخطيب.
تنوعت مفاهيم الذكاء اللغوي عند الباحثين إلا أ نها اتفقت على أنه يتميز بالقدرة على استخدام الكلمات بفعالية سواء كانت لفظية أو كتابية، أيا كانت هذه اللغة التي يجيدها هذا الفرد، ويستعمل هذا النوع من الذكاء للتعبير عما يجول بخاطره لتحقيق أهداف معينة.
الذكاء المنطقي أو الرياضي:
يعد الذكاء المنطقي أو الرياضي ذكاء مستقلا ومتساوي القيمة مع باقي الذكاءات الأخرى التي حددها”جاردنر”، وهو أحد ركائز النظرية التقليدية للذكاء شأنه شأن الذكاء اللفظي.لقد قام العديد من الباحثين في محاولة منهم تحديد مفهوم الذكاء المنطقي أو الرياضي في مجموعة من التعاريف اتفقت جلها على أنه قدرة تم باستخدام الأرقام بكفاءة في فهم المبادئ الأساسية، والاستدلال وحل المسائل والمشكلات بشكل علمي وكذلك التصرف وتوضيح الغموض وإدراك مبدأ العلة، والأثروالتعرف على النماذج والتصنيفات والتفكير المنطقي.
حظي الذكاء المنطقي الرياضي بأهمية كبيرة بين الباحثين في التربية وعلماء النفس ذلك لأنه يعمل على اكتشاف النماذج وتتبع التسلسلات المنطقية وإجراء العمليات الحسابية بمهارة عالية.
الذكاء المكاني أو البصري:
ينفرد الذكاء المكاني أو البصري بمفهومه عن غيره من الذكاءات الأخرى، حيث قام العديد من الباحثين بوضع مفهوم له من خلال أبحاث ودارسات علمية، والتي توصلوا من خلالها إلى أن الذكاء المكاني البصري هو قدرة تم بالتصور البصري للأماكن والرسومات، واستعمال ذلك في العمل وتصور العالم المكاني، وكذلك يهتم بعمل التصميمات وفهم الطرق التي تنسجم بها الأشياء.
يحوي الذكاء المكاني البصري على قدرة مرتفعة من الإدراك والابتكار والتصور والتخيل، وهو ما يتميزبه الفنانون والمصورون والمهندسون والمعماريون… الخ فجميعهم يستخدمون الذكاء المكاني ذلك لامتلاكهم بصيرة نافذة للتفاصيل البصرية مهما كان حجمها، بالإضافة إلى قدر م الكبيرة في تحديد الاتجاهاتوتحويل الكلمات والانطباعات إلى تصورات عقلية تكمن أهمية الذكاء المكاني عموما في ما يقدمه من فوائد علمية تعليمية للطلاب، حيث أنه يساعدهم على التخيل والتصور واستخدام تلك التخيلات والتصورات في الابتكار.
الذكاء الحسي أو الحركي:
يعرف الذكاء الحسي أو الحركي بأنه: “القدرة على التحكم والاستخدام الصحيح والأمثل لجسم الفرد في التعبيرويرتب الذكاء الحسي الحركي بالذات الفيزيقية ومعالجة : عن المشاعر والأفكارالفرد لجسده، والأفراد الذين يتمتعون بالذكاء الجسدي الحركي يمكنهم القيام بحركات جسدية دقيقة كالتوازن، السرعة، والمرونة دف تحقيق هدف معين أو حل مشكلة، ما يجعلهم يشعرون من خلال ذلك براحة نسبية.
الذكاء الاجتماعي:
رغم أهمية الذكاء الاجتماعي ودوره الكبير في حياة الفرد إلا أنه لم يلق الاهتمام الكافي من طرف الباحثين في مجال علم النفس والتربية كما يجب، ولم يحظ بمكانة ذات قيمة في النظرية التقليدية التي حظي بها الذكاء اللغوي والذكاء المنطقي وغيرهما، إلا أن نظرية الذكاء تنظر إلى هذا النوع من الذكاء – أي الاجتماعي- على أنه جزء هام من قدرات الفرد التي لا نستطيع الاستغناء عنها أو إغفالها ..
يلق على الذكاء الاجتماعي أيضا اسم الذكاء البينشخصي، ويتزايد لدى الأفراد ذوي الطبيعة الاجتماعية، أي أن الأفراد الأذكياء في علاقا تهم الاجتماعية مع الآخرين، وذلك لامتيازهم بالود والانبساط، الانفتاح وروح التعاون، القدرة على التعامل مع الآخرين بشكل جيد، بالإضافة إلى قدرتهم على التواصل مع جميع الأمزجة، وغالبا ما يظهر هذا الذكاء عند الأفراد المتميزين كالمسئولين والمدراء واللاعبين في الفريق، ويزيد ذكاءهم الاجتماعي كلما ارتبطوا بالآخرين. كما يساهم الذكاء الاجتماعي المرتفع في تنمية القدرة على استخدام الاتصال اللفظي والحركي والتعرف على أمزجة الآخرين.
الذكاء الشخصي:
الذكاء الشخصي أو كما يطلق عليه أيضا الذكاء الذاتي، هو: “قدرة الفرد على فهم ذاته ومشاعره الوجدانية الداخلية، ومعرفته بمدى قدراته وإمكانياته، والتصرف على ضوئها بالرقة التي تتناسب معها” ,الأفراد الذين يمتازون بالذكاء الشخصي أو الذاتي يختارون العمل الفردي دون الجماعي، حيثأ نهم يعتمدون على فهمهم الذاتي ليكون نعم المرشد لهم لمعرفتهم، وثقتهم الكبيرة في إمكانيتهم وفي أنفسهم، وذلك لاتصالهم الكبير بمشاعرهم الداخلية، وإيمانهم الكبير بقدرتهم على تكوين أهداف واقعية ومفاهيم عن شخصهم.
يتميز الذكاء الشخصي بقدرة داخلية يمتلكها الفرد تمكنه من تحديد إمكانياته ومشاعره وأحاسيسه بدقة، وتمكنه من التصرف في المواقف الحياتية المختلفة بما يتناسب وإمكانياته، وقدرته على تحديد واجباته وحقوقه وتجسيد أهدافه الخاصة به، وإصراره على الوصل إلى النتائج التي يصبو إليها.
الذكاء الوجداني أو العاطفي:
يقصد بالذكاء الوجداني هو قدرة الفرد على مراقبة عواطفه وعواطف الآخرين للتمييز بينهما، حيث يستطيع أن يتعرف الشخص على مشاعره وعواطفه ويتدبر أمرها، ويدفع نفسه أن يكون مصدر دافعية لذاته، كما يستطيع أيضا التعرف على مشاعره وعواطف الآخرين ويتدبر أمر علاقته بهم.
يعد الذكاء الوجداني من المفاهيم الحديثة التي ظهرت في علم النفس، حيث حظي باهتمام بالغ من قبل العلماء والباحثين لتحديد مفهومه وإعداد الاختبارات المقننة لقياسه، وقد انقسم الباحثون إلى فريقين،حيث يرى الفريق الأول أن الذكاء الوجداني هو عبارة عن قدرات عقلية منفصلة عن سمات الشخصية المزاجية، بينما يرى الفريق الثاني أنه مجموعة من القدرات الاجتماعية والشخصية غير مستقلة عن السمات الشخصية المزاجية.
الذكاء الموسيقي:
يقصد به قدرة الفرد على تلقي الأصوات والألحان والنغمات وتمييزها والتعبير عنها والإحساس بوقعها ونوعها والتفاعل معها، وتتضمن مجموعة من المهارات تتمثل في التذكر الجيد والتمتع بصوت غنائي جيد وكذلك الاستمتاع باللعب على الآلات الموسيقية فرديا أو جماعيا، يقومون بحركات إيقاعية، وأصوات موسيقية عند انشغالهم بعمل ما وحساسية من أية ضوضاء منبعثة من حولهم الأفراد الذين يملكون ذكاء موسيقيا لديهم حاسة لكل أنواع الأصوات والإيقاع غير اللفظي في الأصوات التي نسمعها في حياتنا اليومية. فالمؤلف أو المغني، أو الناقد أو الملحن كلهم.
الذكاء الطبيعي:
الذكاء الطبيعي هو الثامن من بين أنواع الذكاءات في نظرية جاردنر والأحدث بينهم، وهو القدرة على فهم وتقدير العالم الطبيعي والبيئة من حولنا، والاستمتاع بالبيئة والتأثير الايجابي على النفس، والإحساس بالسعادة عند التعامل مع الكائنات الطبيعية، والتعامل الفعال مع البيئة، ويرتفع هذا الذكاء لدى علماء البيئة والجغرافيين، وعلماء النبات والحيوان.
الأفراد الذين يتمتعون بالذكاء البيئي نجدهم يحبون التنزه في الهواء الطلق، وفي الأماكن الطبيعية كالريف، والتناغم مع مكونات هذه البيئة كالسحب والصخور والأشجار والتضاريس الجغرافية بشتى أنواعها، ويميلون دائما إلى ملاحظة النماذج الشاذة التي تصادفهم في هذه البيئة ومحاولة تصنيفها، ووضعها في فئات ذلك لمهار تهم الكبيرة في التصنيف، كما أ نهم يظهرون تقديرا كبيرا للبيئة وفهما عميقا لها وبمكونا تها ورغبة كبيرة في التعرف عليها من مختلف جوانبها. “[3]
الذكاءات السبعة وأنواع الذكاء الثمانية
الذكاءات السبعة
تُقدم نظرية الذكاءات المتعددة التي طوَّرها الدكتور هوارد جاردنر فهما متنوعًا لقدرات الإنسان من خلال التركيز على الذكاءات السبعة المختلفة. هذه الذكاءات تمثل مجموعة من الميزات والقدرات التي يمكن للأفراد التألق فيها، وهي:
- الذكاء اللغوي: يتعلق بقدرة الشخص على فهم اللغة واستخدامها بفعالية، سواء في التحدث أو الكتابة.
- الذكاء الرياضي: يرتبط بالمهارات الرياضية والقدرة على فهم وحل المشكلات الرياضية والهندسية.
- الذكاء الفني: يتعلق بالقدرة على فهم الأشكال الفنية والتعبير عن الأفكار من خلال الفنون البصرية.
- الذكاء الموسيقي: يتعلق بالقدرة على فهم وتقدير النغمات والإيقاعات والموسيقى بشكل عام.
- الذكاء الجسدي: يرتبط بالمهارات الحركية والقدرة على استخدام الجسم بشكل فعّال وذكي.
- الذكاء الاجتماعي: يعبِّر عن قدرة الشخص على فهم الآخرين، وبناء علاقات قوية وفعّالة.
- الذكاء الشخصي: يركز على القدرة على التعرف على ذات الفرد وفهم مشاعره وتحكم فيها.
تعتبر هذه الذكاءات السبعة نموذجًا شاملاً يعكس التنوع الكبير في القدرات البشرية. يمكن للأفراد التفوق في إحدى هذه الذكاءات أو أكثر، ويعزز هذا النهج فهمًا أوسع
انواع الذكاء الثمانية
نظرًا للتطورات المستمرة في مفهوم الذكاءات المتعددة، قدم الدكتور هوارد جاردنر لاحقًا توسيعًا لعدد الذكاءات إلى ثمانية أنواع، وهي:
- الذكاء اللغوي: يشمل فهم اللغة واستخدامها بفعالية في التحدث والكتابة.
- الذكاء الرياضي: يرتبط بالقدرة على فهم وحل المشكلات الرياضية والهندسية.
- الذكاء الفني: يتعلق بالقدرة على فهم والتعبير عن الأفكار من خلال الفنون البصرية.
- الذكاء الموسيقي: يرتبط بالقدرة على فهم وتقدير النغمات والإيقاعات والموسيقى بشكل عام.
- الذكاء الجسدي: يتعلق بالمهارات الحركية والقدرة على استخدام الجسم بشكل فعَّال.
- الذكاء الاجتماعي: يعبر عن القدرة على فهم الآخرين وبناء علاقات اجتماعية قوية وفعَّالة.
- الذكاء الشخصي: يركز على القدرة على التعرف على ذات الفرد وفهم مشاعره وتحكم فيها.
- الذكاء الطبيعي: تمثل هذه الإضافة الأخيرة القدرة على فهم والتفاعل مع العالم الطبيعي والبيئة المحيطة.
توسيع الذكاءات إلى ثمانية أنواع يعزز التنوع ويظهر أبعادًا إضافية من قدرات الإنسان. هذا النهج يشجع على تقدير الاختلافات الفردية ويعزز تطوير شامل للقدرات
إذاً، يُعَدُّ فهم الذكاءات السبعة وانواع الذكاء الثمانية من قبيل السردي والرياضي والموسيقي والفني والجسدي والاجتماعي والشخصي، مفتاحًا للكشف عن قدرات الفرد وتنميتها بشكل أمثل. هذا النهج يشجع على احترام التنوع الفردي ويسهم في تعزيز التعلم الفعَّال والتطور الشخصي لكل فرد بما يتناسب مع استعداداته وقدراته.
أهداف الذكاءات المتعددة
أسس نظرية الذكاءات المتعددة في التعليم تقوم على مجموعة من الأهداف يمكن حصرها في :
- تؤمن النظرية بتعدد الذكاءات لدى المتعلم
- تسهم هذه النظرية في حل المشاكل المتعلقة بالفوارق الفردية
- تسعى إلى تنمية العبقرية والموهبة وقدرات الانتاج والابتكار والابداع
- تكشف مواطن الضعف والقوة عند المتعلم
- تطوير الطرائق التربوية والتعليمية
- استثمار القدرات الذكائية لدى المتعلمين في تعليمهم الأكاديمي من خلال أنشطة تعليمية في مجالات هذه الذكاءات
- تسمح هذه النظرية لكل متعلم على حدة بتحقيق ذاته , والتميز بالجوانب التي ينفرد بها”[4]
مبادئ نظرية الذكاءات المتعددة
بناء على نظرية جاردنر،فقد توصل جاردنر إلى عدد من المبادئ التي بنيت عليها نظرية الذكاءات المتعددة وهي :
الذكاء متعدد وليس مفرد :
يفترض جاردنر وجود ذكاءات متعدده حيث تعمل الذكاءات بشكل منفصل نسبيا إلى حد ما عن بعضها البع ض ، كما يشير إلى أن نتاج وتفاعل هذه الذكاءات يختلف من فرد لآخر.
معظم الناس يستطيعون تنمية كل ذكاء إلى مستوى مناسب من الكفاءة :
إن أنماط الذكاء يمكن للفرد تنميتها إذا توفر لديه الدافع ووجد التشجيع والتدريب المناسبين .
كل شخص لديه خليط فريد لمجموعه ذكاءات متنوعة :
يرى جاردنر أن كل فرد لديه ذكاءات متنوعه ومختلفه ولكنها متفاوته القوه والضعف من شخص لآخر.وأن هذه الذكاءات مستقله نسبيا فهي لاتعمل بمعزل عن بعضها البعض فكل نشاط يشمل أنواع مختلفه من الذكا ءات التي تعمل معا.
أن كل فرد يمتلك جميع الذكاءات ولكن بدرجات متفاوته :
لايوجد اثنان لهما نفس المستوى من الذكاءات فكل شخص ذكي ولكن بطريقه مختلفه عن الآخر، فلا يوجد شخص ذكي وآخر غير ذكي.
كل ذكاء له مجموعه من الإجراءات والعمليات:
يشير جاردنر إلى أن كل ذكاء له مجموعه من العمليات أو الإجراءات ، فمثلا عندما يلعب طفل كره فإنه يحتاج لذكاء حركي ليجري ويركل الكره وذكاء مكاني ليحدد مكانه في الملعب وذكاء لغوي واجتماعي ليناقش زملاءه أثناء اللعب “[5]
أهمية الذكاءات المتعددة
ترجع الأهمية التربوية لنظرية الذكاءات المتعددة إلى مايلي :
- تساعد المعلمين على توسيع دائرة استراتيجياتهم التدريسية ليصلوا لأكبر عدد من التلاميذ على اختلاف ذكاءاتهم .
- إمكانية التعرف على القدرات العقلية بشكل أوسع.
- تعزيز الذكاءات النشطة وتنمية الذكاءات الغير نشطة لدى المتعلم .
- تقدم أنماط جديده للتعلم تقوم على إشباع حاجات التلاميذ ورعاية الموهوبين والمبتكرين .
- تقدم نموذجا للتعلم ليس له قواعد محددة .
- تتيح الفرصه لجميع التلاميذ التعلم والتعبير عما يجول بخاطرهم أو مايفهموه بالطريقة التي تناسبهم
- تعتبر نظرية الذكاءات المتعددة نظرية معرفية فهي تركز على العمليات التي يتبعها العقل في تناول محتوى الموقف ليصل إلى الحل.
- إن التدريس وفق نظرية الذكاءات المتعددة يتوافق مع الدراسات الحديثة للدماغ على أساس تجزئته وتصنيف القدرات الدماغية واختلافها من شخص لآخر.
- تساعد في تقليل نقل طلاب صعوبات التعلم إلى فصول الصعوبات مما يزيد من تقديرهم لذاتهم و يحقق التفاهم والتكامل بين الطلاب.”[6]
الذكاءات المتعددة للأطفال
صحيح أن كل طفل يمتلك الذكاءات الثمانية كلها ويستطيع أن يطورها جميعها إلى مستوى معقول من الكفاءة, لكن يبدو أن الأطفال يبدأون منذ سن مبكرة في غظهار ما يدعوه جاردنر “ميولا” نحو ذكاءات محددة .وعندما يصلون إلى مرحلة دخول المدرسة يكونون قد أنشأوا طرقا للتعلم تتوافق مع بعض الذكاءات أكثر من غيرها…الآباء هم الخبراء الحقيقيون في الذكاءات المتعددة للطفل .فقد أتيحت لهم الفرصة ليروا الطفل وهو يتعلم وينمو في ظل مدى واسع من الظروف التي تحيط بالذكاءات الثمانية. لذا يجب حشدهم في الجهود الرامية إلى التعرف على أقوى ذكاءات الطفل. عرف الآباء على مفهوم الذكاءات المتعددة في بداية العام الدراسي ووفر لهم طرقا يمكنهم من خلالها أن يلاحظوا ويوثقوا مواطن القوة لدى أطفالهم في البيت بما في ذلك استخدام الكتب المهملة والأشرطة السمعية وأشرطة الفيديو وعينات من القصص والاستكشات والنتاجات التي نشأت عن إحدى هوايات الطفل واهتماماته .”[7]
الذكاءات المتعددة في التعليم
إن نظرية الذكاء المتعدد تقدم أعظم إسهاماتها للتربية باقتراحها أن المدرسين في حاجة إلى توسيع حصيلتهم من الأساليب والأدوات والإستراتيجيات بحيث تتعدى النواحي اللغوية والمنطقية العادية منها والتي يشيع استخذامها في حجرات الدراسة, ووفقا لمشروع جودلاد الرائد “دراسة التمدرس” والذي اقتضى أن يلاحظ الباحثون أكثر من ألف حجرة دراسية …. ووفقا لما ذهب إليه جودلاد كان قدر كبير من هذا العمل في صيغة الاستجابة لتعليمات في كراسات العملي أو على أوراق عمل وفي هذا السياق فإن نظرية الذكاءات المتعددة تؤدي عماها لا كعلاج نوعي لأحادية الجانب في التدريس , بل وكذلك كنموذج أسمى للتنظيم والتأليف بين جميع التجديدات التربوية والتي سعينا إليها لكسر هذا المدخل المحدود الضيق للتعلم ..فإن النظرية توفر مدى عريضا من المناهج التعليمية المثيرة التي توقظ الأمخاخ النائمة التي يشيع انتشارها في المدارس”[8]
مميزات نظرية الذكاءات المتعددة
تعددت مزايا الذكاءات المتعددة خاصة في مجال التعليم حيث نذكر منها :
- القدرة على الانتاج والابتكار, وخلق المواهب والمبادرات والعبقريات
- اكتشاف ذكاءات المتعلمين واستثمارها في الأنشطة والتمارين الكفائية التي تزود المتعلم بالمهارات والقدرات لحل المشاكل
- تسهم الذكاءات المتعددة على إعطاء المتعلمين فرصة للتعبير عن مواهبهم وقدراتهم
- قدرة الطلاب على مشاطرة آرائهم وأفكارهم مما يكون دافعا لهم للتميز
- تعزيز دور الوالدين وانخراطهم في العملية التعليمية
- مساعدة المعلمين على إيصال أكبر قدر من المعلومات لأكبر عدد من المتعلمين رغم تفاوت الفهم لديهم
مقياس جاردنر للذكاءات المتعددة
“يعتمد وصف الذكاء حسب نظرية جاردنر على مجموعة من المعايير التي يحددها في مايلي:
- التاريخ التطوري لطل ذكاء
- عزل الذكاء عند إصابة الدماغ
- وجود ذكاءات فائقة ومتميزة لدى فئات غير عادية
- المسار النمائي المتميز لكل ذكاء
- وجود عملية أساسية أو مجموعة عمليات محددة
- قابلية الترميز في نسق رمزي معين
- الدعم المستمد من علم النفس التجريبي
- سند نتائج القياس النفسي “[9]
اختبارات الذكاءات المتعددة
يمكن تصنيف اختبارات الذكاء التي تدخل في إطار التطبيقات التربوية لنظرية الذكاءات المتعددة إلى صنفين: اختبارات فردية واختبارات جماعية:
الاختبارات الفردية
- فالفردية متمثلة في اختبار المتاهات لبورتيوس
هذا الاختبار مخصص للفئة العمرية ما بين ثلاثة سنوات وستة عشر سنة وهو يضم
إحدى عشرة متاهة تتدرج في الصعوبة ويبدأ بتطبيق متاهات الاختبار بالاعتماد على سن المفحوص فإذا كان في سن الثلاث سنوات طبقت علية متاهة الثلاث السنوات وإذا كان سنه اكبر بدا الاختبار من متاهة الخمس سنوات، وغالبا ما يبدأ الاختبار بمتاهة الخمس سنوات إلا في حالة وجود اضطراب أو ضعف في القدرات العقلية للمفحوص وللمفحوص الحق بإعادة المحاولة إذا اخفق في المحاولة الأولى في كل متاهة حتى سن الحادية عشر بما في ذلك سن الحادية عشرة.في حين يمكن للمفحوص بإعادة المحاولة أربع مرات في اختبارات متاهات السن الثانية عشرة إلى غاية اختبارات متاهات الراشد وإذا قام المفحوص باختراق خط مغلق يحسب خطأ ويعيد المحاولة من جديد.
الاختبارات الجماعية
- والجماعية تتمثل في اختبارات الذكاء التشاركية بين المدارس والكليات
قامت الخدمات الاختيارية بالولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع مجموعة من الخبراء التربويين بإعداد اختبارات الذكاء سميت باختبارات الذكاء التشاركية وهدفها قياس القدرة العقلية العامة تغطي أربعة مستويات بداية من الصف الرابع الابتدائي، ولكل اختبار خاص بمستوى معين صيغتين أو ثلاث صيغ تحتوي على خمسين مفردة ( 50 ) خاصة بالمتشا ات اللفظية، وخمسين مفردة أخرى ( 50 ) خاصة بالمقارنات الكمية وفي الأخير نحصل على ثلاث درجات كلية : درجة خاصة بالجانب اللفظي، درجة خاصة بالجانب الكمي، درجة الاختبار العامة وتفسر الدرجات عن طريق تحويلها إلى رتب مئينية.
خاتمة
أسس نظرية الذكاءات المتعددة الدكتور هوارد جاردنر، عالِم النفس الأمريكي المشهور ، هذه النظرية ترفض النظرة الضيقة التي تفترض أن الذكاء يمكن قياسه بمجرد اختبار واحد. بدلاً من ذلك، يُقدم جاردنر فهمًا أكثر تنوعًا للقدرات البشرية، حيث يعتبر أن هناك أشكالًا متعددة للذكاء، يمكن تصنيفها بشكل رئيسي إلى الذكاءات السبعة.
فنشأة وتطور نظرية الذكاءات المتعددة كانت نتيجة للبحث المكثف في مجال علم النفس وعلم الأعصاب. انطلقت الفكرة في عام 1983، ومنذ ذلك الحين شهدت تطورات مستمرة. تتميز النظرية بتأكيدها على أن لكل فرد مجموعة فريدة من الذكاءات، وهي: اللغوي، والرياضي، والفني، والموسيقي، والجسدي، والاجتماعي، والشخصي.
يعكس الذكاء المتعدد إذا فهما أكثر شمولًا لقدرات الإنسان، ما يعزز فرص التعلم والتطور الشخصي. ويعكس هذا التفكير القائم على الذكاءات المتعددة حقيقة أن الأفراد يمكنهم التألق في مجالات متعددة، ولا يتوقف الذكاء أبدا على مقدرة محددة.
المصادر
[1] مدخل إلى نظرية الذكاءات المتعددة .جميل حمداوي ,ص:10
[2]تطوير المواد لتعليم مهارة الكتابة على أساس الذكاءات المتعددة , رسالة ماجستير . خير ينتي. ص :39-41-42
[3] تقنين اختبار كاتل للذكاء – المقياس الثالث – على تلاميذ السنة الأولى ثانوي . دكتوراه حبال ياسين ,ص:30-31-32-33-34-35-36-37 بتصرف
[4] مدخل إلى نظرية الذكاءات المتعددة .ص :23-24
[5] مقرر )المنهج ونظريات التعلم (نظرية الذكاءات المتعدده إعداد الطالبه/ البندري فهد الرشيد ص :15
[6] نفس المرجع .ص: 18
[7] الذكاءات المتعددة في غرفة الصف . ثوماس آرمسترونج .تصوير :أبو عبد الرحمن الكردي .ص :27-36
[8] الذكاءات المتعددة والفهم تنمية عميقة .ص: 65
[9] مدخل إلى نظرية الذكاءات المتعددة .ص:16